معبد الأقصر
ان النواه الاولى للمعبد يبدو انه تم وضعها فى عصر الدوله الوسطى بينما يرجع الفضل فى بناءه فى صورته الحاليه الى الملك امتحوتب الثالث من الاسره 18 ولقد تم اضافه بعض الاجزاء الى المعبد فى عصور لاحقه مثل الصرح والفناء الضحم الذى اقامهما الملك رمسيس الثانى
يقع معبد الاقصر على الضفه الشرقيه للنيل ويقع على محور واحد من الشمال الى الجنوب
امر الملك امنحوتب الثالث اقامه هذا المعبد لثالوث طيبه امون وموت وخنسو واغلب الظن لامرين رئيسيان
1ــ ان يوكد نسبه لاله امون نفسه حيث ان احقيته فى العرش لم تكن واضحه طبقا للتقاليد المصريه ولذلك لان امه موت ام اويا لم تكن مصريه بل هى سيده ميتانيه بنت ارتاتاما ملك دوله ميتانى وكذلك زوجته تى لم تكن من السلاله الملكيه وكانت من عمه الشعب.
2ــ ارضاء كهنه امون لكى يتقبلوه فرعونا شرعيا للبلاد وبالتالى فلا يرفضه الشعب الذى كان لم يشك فى اى شى يقبله الكهنه فخصص امنحوتب الثالث هذا المعبد لاله امون ولصوره من صوره وهى امون كا موت اف اى امون فحل او ثور امه حيث كان معبد الاقصر منزله الخاص بينما كان معبد الكرنك مقره الرسمى .
ـــ اطلق المصريون القدماء على هذا المعبد اسم ابت رسيت والذى يعنى المقصوره الجنوبيه او الحريم الجنوبى وكانت نقطه خلاف بين المتخصصون. بينما الذى اطلق عليه اسم معبد الاقصر هم العرب لانه كان شبيه بالقصور الضخمه .
مهندسى المعبد
1ــ امنحوتب بن حابو وكان بتكليف من الملك امنحوتب الثالث من الاسره 18 .
2ــ باك ان خنسو وكان بتكليف من الملك رمسيس الثانى من الاسره 19 .
وصــــــــــــــــــــــف المعــــــــــــــــــــــــبد
1ـــ طريق الكباش
وهو عبارة عن طريق مرصوف ببلاطات من الحجر يحف به من الجانبين تماثيل على هيئة أبوالهول تمثل الملك نجتنبو الاول من الاسره 30 ) الذي انشأ هذا الطريق في عهده.وكان هذا الطريق يوصل إلى معبد الاله خنسو الواقع جنوب معابد الكرنك.
ــ ولقد نحتت تماثيل ابو الهول من كتله واحده من الحجر الرملى وهى على هيئه اسد وتجسد الملك نجتنبو وكان الهدف الاساسى لطريق الكباش عمتا هو تحديد مسار الموكب وابراز محور المعبد .
2ــ الصرح الاول
ــ والذى شيده الملك رمسيس الثانى وهو عباره عن بوابه ضخمه يتوسطها مدخل المعبد وكان يتقدمها سته تماثيل ضخمه له تمثالان على جانبى المدخل وبيمثلو رمسيس الثانى وهو جالس ويجاور كل منهما تمثالان اخران له يمثالانه وهو واقف ولم يبق الان من هذه التماثيل الا التمثالين الجالسين لرمسيس الثانى وتمثال واحد فقط يمثله وهو واقف . كما اقام رمسيس الثانى امام الصرح ايضا مسلتين من حجر الجرانيت الوردى تزين الصغرى منهم ميدان الكونكورد فى باريس منذ عام 1836 والاخر قائمه فى مكانها حتى الان امام البرج الشمالى بالنسبه للداخل الى المعبد ويوجد على واجهه الصرح ايضا اربعه فجوات لتثبيت ساريات الاعلام.
اما بالنسبه للمناظر الموجوده على الصرح فهى عباره عن نقوش غائره وعاده مناظر الصروح يمثل عليه المناظر الحربيه الخاصه بالملك صاحب الصرح اما المناظر على جانبى المدخل فهى تمثل رمسيس الثانى وعلاقته بالالهه.
3ـــ الفناء الاول
اقامه رمسيس الثاني ويبلغ طوله 57 م وعرضه 51 م ولا يقع محور هذا الفناء على امتداد محور المعبد وانما ينحرف نحو الشرق ربما لكى يتجه نحو معبد الكرنك أو ليتفادى المقاصير التي شيدتها من قبل حتشبسوت وتحتمس الثالث في المكان الحالى ويحيط بفناء رمسيس الثاني الصفات التي يرتكز سقف كل منها على صفين من الاساطين، عدا المبنى الذي شيدته حتشبسوت وتحتمس الثالث والذي يقع على يمين الداخل مباشرة، وقد شكلت هذه الأساطين(74 أسطونا) على هيئة نبات البردى وتنتهى بتيجان على شكل براعم البردى.وتقوم بين الأساطين الأمامية في النصف الجنوبى لهذا الفناء المفتوح تماثيل للملك رمسيس الثاني منها ما يمثله واقفا(11 تمثالا) ومنها ما يمثله جالسا(تمثالان) فنرى على جانبى المدخل الموصل إلى الممرالعظيم الذي أقامه امنحتب الثالث تمثالين ضخمين يمثلان رمسيس الثاني جالسا على العرش الذين زين بمناظر تمثل الهى النيل وهما يؤكدان الوحدة بين الوجهين وذلك بربط نبات البردى رمز الشمال ونبات اللوتس رمز الجنوب.وقد أطلق على هذا الفناء اسم “معبد رعمسو المتحد مع الابدية”.
تزين جدران الفناء الفسيح مناظر مختلفة تمثل التقدمات المقدسة بجانب مناظر تمثل الشعوب الاجنبية المهزومة ومن أهم المناظر التي يجب مشاهدتها في الفناء المنظر الموجود على الجدار الجنوبى الغربي ،والمنظر هنا يمثل واجهة معبد الأقصر كاملة أى الصرح بتماثيله الستة وأعلامه والمسلتين ،وعلى يمين (الناظر)نرى موكبا يتقدمه الأمراء من أبناء رمسيس الثاني تتبعهم الاضاحى السمينة المزينة من الماشية التي سوف يضحى بها _أغلب الظن_كقربان للألهة(تكملة المنظر نراه على الجدار الغربي).
ــ ويوجد بالفناء الاول مقاصير تحتمس الثالث وحتشبسوت وهى موجودة في الركن الشمالى الغربي من فناء رمسيس الثاني وقد قام بتشيدها كل من حتشبسوت وتحتمس الثالث وان كان البعض يرى أن رمسيس الثاني الذي سجل اسمه عليها هو الذي أقامها بحجارة اغتصبها من مقاصير لحتشبسوت وتحتمس الثالث. يتقدم هذه المقاصير أربعة أساطين رشيقة على شكل حزمة سيقان البردى من الجرانيت الأحمر اما تيجانها فهى تمثل سيقان البردى.وقد خصصت المقصورة الوسطى للزورق المقدس للاله آمون رع ،والغربية للزورق المقدس لزوجته الالهة موت، والشرقية للزورق المقدس للابن خنسو اله القمر .
4ــ صالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه 14 عمود
ولقدأضيفت صالة الأعمدة التى تشكل الآن مدخل معبد أمنحتب الثالث إلى شمال المعبد. وهى تتكون من سبعة أزواج من الأعمدة ذات تيجان على شكل زهرة بردى مفتوحة، إرتفاع كل عامود 16م.
وقد تركت جدران الصالة دون زخرفة بعد وفاة أمنحتب الثالث. وكان على خليفته أمنحتب الرابع أو اخناتون أن يزينها بدلاًًً من والده، إلا إنه نقل عاصمته إلى آخت-أتون التى تسمى أيضاًًً تل العمارنة.
ولم تزين الجدران حتى عصر توت-عنخ-آمون وحورمحب، حيث زينت بمناظر تمثل الإحتفال السنوى برحلة قوارب الأرباب آمون-رع وموت وخنسو من الكرنك إلى معبد الأقصر. وفى عصر لاحق، أعاد ستى الأول ومرنبتاح وستى الثانى إستخدام الجدران
تصور المناظر المنقوشة على كل من الجدارين الطوليين اللذان يحفان بصالة أعمدة أمنحتب الثالث بمعبد الأقصر تفاصيل مظاهر الإحتفال بعيد الأوبت.
وكان عيد الأوبت هو الإحتفال الذى يعلن بداية الرحلة السنوية لقوارب آمون-رع وموت وخنسو من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر. وكانت مدة الإحتفال عشرة أيام تترك خلالها قوارب المعبودات مقاصيرها بالكرنك فى الشهر الثانى من موسم الفيضان وتذهب لمعبد الأقصر، ثم تعود للكرنك بعد عشرة أيام. وكان الغرض من هذا الإحتفال هو إعلان تجديد شباب آمون-رع، والذى يعنى بالتبعية تجديد شباب الملك نفسه، كما كان يضمن نظام الكون عن طريق القرابين والإحتفالات والطقوس التى كانت تقام فى أيام العيد.
تبدأ المناظر فى تسلسل يبدأ فى الركن الشمالى الغربى من صالة الأعمدة وينتهى فى الركن الشمالى الشرقى. فيظر توت-عنخ-آمون فى الكرنك وهو يحرق البخور ويقدم القرابين والزهور لآمون والصور المقدسة للأرباب.
تم تحمل القوارب لتخرج من الصرح أو بوابة المعبد، الذى بناه أمنحتب الثالث، والذى هو حاليأ الصرح الثالث لمعبد الكرنك، حتى تصل إلى شاطئ النهر حيث توضع على متن المراكب التى تجر المراكب بالحبال فى إتجاه الجنوب حتى تصل إلى معبد الأقصر. ويصاحب المراكب حملة الأعلام وكبار الموظفين والجنود والموسيقيون بما فيهم عازفى الطبول والأبواق والمغنيين والراقصين النوبيين وسيدات تحملن الشخاشيخ.
وعندما يصل الموكب إلى معبد الأقصر يستقبله قادة العجلات الحربية والجنود والراقصون والموسيقيون وحملة القرابين والجزارون الذين سيذبحون الثيران المقدمة كقرابين. ثم يحمل الكهنة القوارب ثانية ليمروا بها بين القرابين المكرسة والرقصات الأكروباتية والموسيقيين حتى يضعوها على قواعدها فى داخل مقاصيرها.
أما المناظر على الحائط الشرقى فهى تمثل رحلة عودة الموكب من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك.
5ــ فناء امنحوتب الثالث المفتوح
الفناء المفتوح لأمنحتب الثالث عبارة عن فناء هائل يضم 64 عموداًًً بتيجان على شكل حزم البردى، موزعة فى صفين على ثلاثة جوانب من الفناء. ولقد زينت الأعتاب، أو العورض الأفقية، المستندة على قمة الأعمدة، بالخراطيش التى تحتوى على إسم الملك وألقابه.
ويعد الفناء المفتوح هو مكان التجمع الرئيسى لعامة الشعب حين يزورون المعبد ليقدموا ولاءهم للمعبود وللملك، حيث لم يكن مسموحاًًً لهم بالدخول إلى الأفنية الداخلية وقدس أقداس المعبد ومقاصيره الداخلية.
ـــــ ومن الجدير بالذكر العثور على خبيئه للتماثيل فى هذا الفناء حيث فى بداية عام 1989م, تم العثور على مجموعة من التماثيل التى تمثل ملوكاًًً وأرباباًًً، وذلك فى أثناء التنقيب فى الجزء الجنوبى الغربى من الفناء المفتوح الذى بناه أمنحتب الثالث.
حيث حفرت حفرة فى الفناء لمعرفة سبب زحزحة بعض الأعمدة والأعتاب، الأمر الذى كان يهدد المعبد والزائرين.
وقد أسفرت الحفائر عن إكتشاف حفرة فى الأرض مردومة، كانت تحتوى على 26 تمثاًًًلأ تمثل ملوكاًًً وملكات وأرباباًًً فى حالة جيدة من الحفظ. وأهم تسعة قطع فنية من هذه المجموعة معروضة الآن بمتحف الأقصر.
6ــ صالــــــــــــــــــه التجلـــــــــــــــــــــــــــــى
وتحتوى على اربعه صفوف من العمده التى شكلت على هيئه حزم نبات البردى المبرعم وكل صف به ثمانيه اساطين وسميت بذلك الاسم لانها الصاله الذى يشرق ويتجلى منها تمثال الاله عند خروجه من قدس الاقداس .
وتزين الجدار الشرقى للصالة مناظر تمثل الملك مع حملة القرابين وهو يسكب السوائل ويقدم الأضاحى من الحيوانات والطيور والأسماك لآمون-رع ورفيقته أمونت.
ويظهر الملك فى بعض المناظر مع الكا الخاصة به وبصحبة المعبود منتو ليقدم القرابين لآمون-رع.
ومن ضمن المناظر الهامة ما يصور الملك وهو يقود أربعة عجول ويقدم أربعة صناديق من الأقمشة الملونة، كما يقيم سقالة.
وفى النهاية نرى الملك، يحتضنه آمون-رع الذى يقدم له علامة الحياة المديدة. وعلى اليسار، يوجد مذبح مكرس للإمبراطور قسطنطين الذى حكم فى الفترة ما بين عامى 324 و337م. وهو مزين بكتابات لاتينية.
7ـــ الهيكل المسيحى
ــ نجد فى منتصف الجدار الجنوبى لصاله التجلى او صاله الاساطين درج بسيط يودى الى قاعه بها 8 اساطين ازيلت عندما تحولت الى هيكل مسيحى فاغلق المدخل الموصل الى قدس الاقداس وتحول الى تجويف وكذلك غطيت المناظر الخاصه بالملك امنحوتب الثالث بطبقه كثيفه من البياض ليرسموا عليها مناظر دينيه مسيحيه ولكن بمرور الزمن انسلخ جزء من هذا البياض واظهر ما تحته من مناظر خاصه بالملك امنحوتب الثالث وعلاقته مع الاله والالهات .
8 ــــ صالــــــــــــــــــــــــــــــــه مائده القرابيـــــــــــــن
بعد ذلك نصل الى صاله ذات اربعه اساطين وهى تقع اما حجره الزورق المقدس مباشره وعندما كانت توضع مركب آمون-رع فى مقصورتها بقدس الأقداس، كانت القرابين والتقديمات تقدم فى حجرة مائدة القرابين التى بناها أمنحتب الثالث. وقد غطيت جدران هذه الحجرة بمناظر تظهر الملك وهو يقدم القرابين للمعبودات.
وجدير بالذكر أن الغرض من وضع موائد القرابين فى المقابر هو أن تتحول إلى قرابين حقيقية، حيث كانت دائماًًً ما تزين بمناظر للطعام وقنوات المياه.
9ــــ حجره الزورق المقدس
وهى المقصوره التى اقامها امنحوتب الثالث على اساس ان تكون على محور مستقيم مع مدخل المعبد وهى محاطه بمجموعه من الغرف التى ربما استخدمت كمخازن لحفظ الادوات اللازمه للخدمه اليوميه فى المعبد من اوانى وبخور وزيوت وعطور وملابس وما شابه ذلك .
ولقد صور على جدرانها الملك امنحوتب الثالث فى علاقاته مع الاله والالهات . وكان يحمل سقفها اربعه اساطين ازيلت عندما اراد الاسكندر الاكبر اقامه مقصوره للقارب المقدس الخاص بامون وهى تسمى الان بمقصوره الاسكندر .
10 ــ غرفه الولاده المقدســـــــــــــــــــــــــــه
ونصل اليه عن طريق مدخل فى الجدار الشرقى لغرفه المركب المقدس يودى الى حجره جانبيه ذات 3 اساطين وهى حجره التتويج وفى الجدار الشمالى لهذه الحجره يوجد مدخل يودى الى حجره اخرى ذات ثلاثه اساطين وهى حجره الولاده المقدسه والتى ربما من اجلها اقيم المعبد والتى صور على جدرانها الولاده المقدسه لامنحوتب الثالث والتى من خلالها ينسب الى الاله امون نفسه ويوكد انه من صلبه ويثبت بذلك احقيته فى العرش .
11ــ صاله مائده القربان
ونصل اليها عن طريق مدخل موجود فى الجدار الجنوبى لمقصوره الزورق المقدس وهى عباره عن 12 اسطون قسمت الى صفين والمناظر التى عليها تمثل امنحوتب الثالث وعلاقاته المختلفه مع الالهه بجانب مناظر التقدمات والقرابين للالهه وهى الحجره التى تسبق قدس الاقداس مباشره
12 ــ قــــــــــــــــــــــدس الاقـــــــــــــــداس
وهو عباره عن حجره بها اربعه اساطين قسمت الى صفين وهى اخر جزء فى المعبد واكثره قداسه واكثر الاماكن من حيث الظلام وهى الحجره ايضا التى كان يوضع بها الناووس الذى يوضع فيه تمثال الاله وكذلك يوجد بعض الحجر المجاوره له والتى كانت ربما مخصصه لمستلزمات الطقوس الخاصه بتمثال الاله
* والجدير بالذكر ان المناظر الخارجيه للجدار الغربى والشرقى للمعبد تمثل الحروب الاسيويه للملك رمسيس الثانى .
معابد الكرنك
يعتبر معبد الكرنك أو"معابد الكرنك" نظرًا لكثرت المعابد التي انشئت بداخلة من اعظم المعابد التي شيدت في تاريخ مصر القديم، ويعد اكبر دار عبادة في العالم. ولا يزال ما تبقى منها من اطلاله يقـف شاهدًا على ابداعات الحضارة المصرية القديمة؛ و تعتبر معابد الكرنك بمثابة سجل تاريخي حافل لتاريخ وحضارة مصر ابتداء من عصرالدوله الوسطى حتى حكم البطالمه لمصر. فقد قام ملوكهم بتشييد المقاصير والبوابات في حرم الكرنك وذلك تمشيًّا مع السياسات التي كانت متبعة لإرضاء آلهة وكهنة مصر. فآثار معبد الكرنك تعطينا صورة واضحة لتاريخ مصر في قوته وازدهاره وفي ضعفه واضمحلاله لحقبة من الزمن تصل الى الفي عام تبدأ من الدولة الوسطى تقريبًا.
وتعتبر معابد الكرنك من اكبر وأعظم ماتم بناءة من صروح ضخمه خصصت لعبادة الآلهة في تاريخ العالم كله. فدراسة هذه المعابد دراسة تفصيلية متكاملة ليست بالدراسة السهلة بل هي معقدة الى حد كبير ولعل السبب في هذا هو اختفاء اجزاء كثيرة من معابد وهدم اجزاء أخرى، بل واستعمالها كأساسات لأبنية جديدة. ولاشك بأن الصروح العشرة لمعبد آمــــون رع بالكرنك كانت مليئة ولا تزال بأعداد كبيرة من القطع الحجرية التي استعملت كحشوا لها والتي اخذت اغلب الظن من مباني اخرى ودليلنا على هذا ما عثر عليه شفريه داخل الصرح الثالث الذي اقامه امنحوتب الثالث بمعبد امـــون رع بالكرنك فقد وجد بداخله ما يأتي:
- الأحجار الكاملة لمقصورة الملك سنوسرت الاول والتي كانت مشيدة في مكان ما بالمعبد من الحجر الأبيض وقد تمكن المهندس الأثري شفريه من ان يقيم منها معبدًا “جوسق اومقصورة” صغيرًا وهو الموجود الآن في المنطقة المعروفه اصطلاحًا بالمتحف شمال الفناء بالمعبد.
– قاعدة من الجرانيت الوردي عليها اسم امنمحات الثالث وأمنمحات الرابع.
– بقايا نقوش على احجار جيريه ترجع لعهد الملك أحمس والملكة احمس نفرتاري.
– بقايا لوحة حجرية من عهد الملك أحمـــــس.
– مقصورة استراحة للمركب المقدس من الألبستر خاصة بالملك امنحوتب الأول وهي مقامه الآن بالكرنك.
– بقايا آثار من الحجر الجيري نقـش علــــــــيها اسم امنحوتب الأول.
– بقايا أحجار لمدخل من الحجر الجيري ترجع لعهد تحتمس الثاني.
– عتب من الحجر الرملي يرجع لعهد تحتمس الثاني.
– كتل من حجر الكوارتز الأحمر من مقصورة استراحة للمركب المقدس ترجع لعهد حتشبسوت.
– بقايا كتل من الحجر الجيري لمدخل من عهد حتشبسوت.
– بقايا مقصورة استراحة للمركب المقدس من المرمر وترجع لعهد تحتمس الثالث.
– كتلة من الجرانيت الاحمر تمثل امنحوتب الثاني يرمي السهام من قوس بيديه.
– بقايا سقف من المرمر ترجع لعهد امنحوتب الثاني.
– قاعدة لمركب من المرمر ترجع لعهد تحتمس الرابع.
– بقايا عمود من الحجر الرملي ويرجع لعهد تحتمس الرابع.
– بقايا كتل من الحجر الجيري لمدخل في عهد امنحوتب الثالث نفسه مشيد الصرح الثالث.
وتضم معابد الكرنك عشرة صروح، ستة منها على محور شرق غرب، وأربعة على محورشمال جنوب. بالإضافة إلى معبد رعمسيس الثالث، وصالة الاحتفالات الخاصة بالملك تحتمس الثالث (آخ منو)، وحديقة آمون، وحجرة الأجداد، والبحيرة المقدسة، والمتحف المفتوح الذي يضم مقاصير سنوسرت الأول، وأمنحتب الأول، وحتشبسوت وتحتمس الرابع، ومجموعة تماثيل للإلهة سخمت، وعناصر معمارية أخرى. وتقف في معبد الكرنك مسلتان، إحداهما للملكة حتشبسوت، والأخرى للملك تحتمس الأول، بالإضافة إلى أجزاء مكسورة من مسلة حتشبسوت وغيرها.
الصرح الأول وطريق الكباش المؤدي لمدخل المعبد. الأقصر:
ويزهو الكرنك بأعلى أسطون فى العصر الفرعونى، وهو أسطون (عمود) طهرقا (أحد ملوك الأسرة 25)، وكذلك نص معاهدة السلام التى عقدها الملك رعمسيس الثانى مع ملك الحثيين، ومناظر معارك الملك شاشنق مع مملكة العبرانيين وانتصاره عليها. وكذلك حوليات تحتمس الثالث والمدن التى خضعت لمصر، وتشريعات حور محب، ومقصورة الإسكندر الأكبر، وخبيئة الكـرنك الواقعة أمام الصرح السابع، ونص اختيار آمون للملك تحتمس الثالث لتولى عرش البلاد.
اما بهو الاساطين العظيم وهو اكبر بهو ذى اساطين بنى فى العالم ومن افخم ماشيد من مبانى لغرض دينى وطوله 52 متر وعرضه 103 متر ويحمل سقفه 134 اسطون مشيده من الحجر الرملي.
وتضم مخازن الكرنك أحجار معابد آتون التي أقامها إخناتون شرقي الكرنك والتي هدمت في عهد حور محب، ووضعت في جوف الصرحين التاسع والعاشر. وتعرف هذه الأحجار بـ (التلاتات). وإلى جانبي معبد آمون – رع، يضم الكرنك معابد للآلهة والإلهات، منهم: مونتو، وبتاح، وأوزير، وخونسو، وموت وإبت….إلخ.
أبنية رمسيس الأول:
بدأ رمسيس الاول في الأسرة التاسعة عشرة بتشييد صالة الاساطين التي لم يشهد تاريخ العمارة المصرية اكبر ولا افخم منها. وهي الصالة التي تقع بين الصرحين الثالث والثاني، ولكن المنية وافته فلم يتمكن من ان يتم هذا المشروع العظيم والضخم.
فقد اقام سيتي الاول من بعده الجزء الأعظم من هذا العمل فأقام كل اساطين الجناح الشرقي وأغلب اساطين الجناح الجنوبي. ثم اتى رمسيس الثاني فأكمل الصالة وسجل اسمة عليها بالنص والصورة.
أبنية رمسيس الثالث:
اعتقد سيتي الثاني من ملوك الأسرة التاسعة عشرة ومن بعده رمسيس الثالث من ملوك الأسرة العشرين بأن معبد آمـــــــــون رع قد انتهى تخطيطه ولا يمكن عمل أي اضافات الية. ولهذا أقام سيتي الثاني ثلاثة مقاصير صغيرة لثالوث طيبة. وهي مقامه على اليسار من الداخل في الفناء الكبير بعد الصرح الأول مباشرة كما اقام رمسيس الثالث في نفس الفناء معبد صغيرعلى يمين الداخل وهو المعبد الصغيرالذي يعتبر كنموذج ممتاز لطراز معابد الآلهة في الدولة الحديثة.
ترك معبد امــــــون رع بدون اضافات حتى الأسرة الثانية والعشرين وهي المعروفه بالأسرة الليبية فأقاموا صف الاساطين الضخم المفتوح امام الصرح الثاني. ولما جاء طهرقا احد ملوك الأسره الخامسة والعشرين أقام ممر من الأساطين وسط هذا الفناء لم يبقى منه الآن غير الأسطون المعروف بأسمه.
معبد الكرنك:
يزخر شرق الأقصر بمجموعة معابد الكرنك والأقصر، والحديث عنها يطول، فتضم معابد الكرنك عشرة صروح، ستة منها على محور شرق غرب، وأربعة على محور شمال جنوب. بالإضافة إلى معبد رعمسيس الثالث، وصالة الاحتفالات الخاصة بالملك تحتمس الثالث (آخ منو)، وحديقة آمون، وحجرة الأجداد، والبحيرة المقدسة، والمتحف المفتوح الذي يضم مقاصير سنوسرت الأول، وأمنحتب الأول، وحتشبسوت وتحتمس الرابع، ومجموعة تماثيل للإلهة سخمت، وعناصر معمارية أخرى. وتقف في معبد الكرنك مسلتان، إحداهما للملكة حتشبسوت، والأخرى للملك تحتمس الأول، بالإضافة إلى أجزاء مكسورة من مسلة حتشبسوت وغيرها.ويزهو هوالكرنك بأعلى أسطون في العصر الفرعوني، وهو أسطون (عمود) طهرقا (أحد ملوك الأسرة 25).
وكذلك نص معاهدة السلام التي عقدها الملك رعمسيس الثاني مع ملك الحثيين، ومناظر معارك الملك شاشنق مع مملكة العبرانيين وانتصاره عليها. وكذلك حوليات تحتمس الثالث والمدن التي خضعت لمصر، وتشريعات حورمحب، ومقصورة الإسكندر الأكبر، وخبيئة الكـرنك الواقعة أمام الصرح السابع، ونص اختيار آمون للملك تحتمس الثالث لتولى عرش البلاد. وتضم مخازن الكرنك أحجار معابد آتون التي أقامها إخناتون شرقى الكرنك والتي هدمت في عهد حور محب، ووضعت في جوف الصرحين التاسع والعاشر. وتعرف هذه الأحجار بـ (التلاتات). وإلى جانبي معبد آمون- رع، يضم الكرنك معابد للآلهة والإلهات، منهم: مونتو، وبتاح، وأوزير، وخونسو، وموت وإبت….إلخ.
وصف المعبد:
يبدأ المعبد بمرسى للسفن النيلية، وقد أنشيء خصيصًا للإله آمــــــــون، فكان يستخدمه عندما كان يخرج من معبده في الكرنك لزيارة معبد الأقصر، اوالحريم الجنوبي وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد “الأوبت” وكان يبحر من المرسى العام امام المعبد في مركبه المقدس “اوسر حات” المصنوعة من خشب الارز المطعم بالذهب في موكب ضخم بين ابتهالات الشعب حتى يصل الى معبد الأقصر.
وكان المعبود “آمون” يقوم خلال هذا الاحتفال بزيارة من معبده في “الكرنك” إلى معبد “الأقصر” في موكب مهيب. واتخذت الرحلة الطريق البري المتجه للجنوب خلال عهد الملكة “حتشبسوت”؛ في حين أن رحلة العودة إلى “الكرنك” كانت تتم عبر النهر. وقد زود الطريق البري لمعبد “الأقصر” بست مقاصير لاستراحة موكب المعبود. ومنذ عهد الملك “توت عنخ آمون” كانت رحلتا الذهاب والعودة تتم عبر النهر. وقد خصص لكل عضو من أعضاء الثالوث مركب نهري، ومقصورة خاصة. ومضمون هذا الاحتفال كان مسيرة موكب طويل خاص بالثالوث العائلي المقدس بطيبة (آمون، موت، خونسو). وقد صورت نقوش جدران فناء الملك “أمنحتب الثالث” في معبد “الأقصر” كيفيةَ الاحتفال بهذا العيد؛ وكذلك تلك النصوص التي تم تنفيذها أثناء حكم “توت عنخ آمون”، والتي اغتصبها خلفه “حور محب”. هذا وقد صورت مناظر رحلة الذهاب من “الكرنك” إلى “الأقصر” على الجدار الغربي، وصور طريق أو رحلة العودة على الجدار الشرقي.
مراحل تطور المعبد:
تعتبرمراحل تطور معبد الكرنك. الصرح الضخم الذي كُرِّس للإله آمـــــــون رع. قام بها أغلب ملوك الدولة الحديثه ولعل السبب في هذا هو ان ملوك الأسرة الثامنة عشرة على وجه الخصوص؛ اتخذوا آمــــــــون رع إلها للحرب.
بمعنى آخر لقد كانت الوسيلة الوحيدة للتقرب للإله آمــــــون واهب النصر ان يقيم له الملك الحاكم صرح أو مسلة او يضيف صالة اعمدة او ما شابه ذلك؛ مما جعل هذا المعبد بهذه الضخامة فالمعبد كان يمثل معبدًا واحدًا أضيفت اليه عناصر متعددة من عصور مختلفة واجتمعت كلها حول المعبد الأصلي. ومعبد الكرنك ليس له تخطيط منظم والسبب في ذلك اولئك الملوك العظام الذين أرادوا الإسهام في تكبيره فأضافوا اليه زيادات في عدة جوانب من جوانبه.
سماء معبد الكرنك:
أعتنى المصريون القدماء بمعبد الكرنك واهتموا بة اهتمامًا بالغًا، فقد اطلق المصريون القدماء على معبد الكرنك بداءً من عهد الملك سنوسرت الأول اسم “ابت سوت”. وقد ذكر هذا الاسم على مقصورته البيضاء المقابلة داخل حرم الكرنك و”ابت سوت” قد تعني بالمصرية القديمة البقعه المختارة لعروش الآلهة او”المتميز العروش” ipt-swt . والواقع ان هذه التسمية تقتصر على جزء من المعبد فقط وليس كلة، وهو الذى يمتد من الصرح الرابع حتى صالة “الاخ منو” وهي المنطقه المقدسه منذ بداية الاسرة الثامنة عشرة حتى عهد امنحوتب الرابع. اما الاسم الذى كان يطلق على معبد الكرنك قبل عهد سنوسرت الأول فكان اغلب الظن “بر آمون” آي منزل آمون. وقد ذكر هذا الاسم على لوحة ترجع الى عصر ما قبل عهد الملك أنتف الثاني وهو احد ملوك الاسرة الحادية عشرة. اما فى فترة حكم البطالمة لمصر فقد اطلق على معبد الكرنك اسم “بت حر سا تا” اي السماء فوق الارض.
هذا وقد اختلفت الاراء حول الاسم العربى للمعبد وهو الكرنك؛ فيرى البعض ان كلمة الكرنك عربية لم تعد تستخدم الآن في الصعيد ولكنها مازالت تستخدم في السودان وتعنى “قرية محصنة” وقد ينطبق هذا على معبد الكرنك فهو يبدو للناظر بسوره الضخم “كقرية محصنة”. والبعض يرى ان كلمة الكرنك اتت من كلمة “الخورنق” (وهو مكان بالعراق قرب النجف كان النعمان بن المنزر كان قد شيد فيه قصرًا) وصرفت الكلمة بعد ذلك في كتب العلماء الأوربيين الى “كرنك”… وهناك رأي الدكتور احمد فخري يرى فيه اسم الكرنك يرجع الى اسم القرية القريبة من المعبد والمعروفة بنفس الاسم.
أبنية الملك امنحوتب الأول:
كان الملك امنحوتب الأول من الأسرة الثامنة عشرهو اول من فكر في تشييد معبد للإله آمــون رع في الكرنك وقد اختار نفس البقعة المقدسة التي كان فيها المعبد القديم الذي يرجع للدولة الوسطى، وقد أخذ تحتمس الأول بعد موت امنحوتب الأول على عاتـقه اقامه المعبد في نفس المنطقة المقدسة اوحولها فأقام فناء مهدم الآن الى الناحية الشمالية الغربية من مبنى الدولة الوسطى.
ثم اقام غربًا منه صرح هو المعروف بالصرح الخامس ثم اقام امامه شرقًا صالة ذات اعمدة أزورية ثم بعد ذلك شيد صرح آخر غربًا وهو المعروف بالصرح الرابع وأقام امامه مسلتين من الجرانيت الاحمر لاتزال الجنوبية منهما قائمة حتى الآن ويصل ارتفاعها الى 19,20 مترًا.
أبنية الملكة حاتشبسوت:
ثم جاءت الملكة حتشبسوت وقامت ببعض التغيرات في بناء المعبد فقد أقامت بين الصرحين الخامس والرابع مسلتين لاتزال الشمالية منهما قائمة حتى الآن ويصل ارتفاعها الى 29,25 مترًا وقد اضطرها هذا الى ازالة سقف القاعة ذات الأساطين والأعمدة الأزوريه التي اقامها تحتمس الاول وان كنا لانعرف حتى الآن الاسباب التي دعت حتشبسوت لإقامة هاتين المسلتين في هذا المكان الضيق بالذات فازدحم المكان وخاصة انهما كانا يرتفعان فوق الأساطين.
كما قامت حتشبسوت بتشييد بعض المقاصير الموجودة الآن على جانبي حجرة الزورق المقدس. كما اضافت في المنطقه الجنوبـيـة من معبد آمــون بالكرنك صرح جديد هو المعروف بالصرح الثامن.
أبنية تحتمس الثالث:
نصل الى عهد الملك تحتمس الثالث الذي اقام بعض المقاصير في فناء تحتمس الاول، وأحاط مسلتي حتشبسوت بالمباني حتى سقف الصالة ذات الأساطين حتى تخفي ما سجل على المسلتين من أعمال ثم اضاف صرحين جديدين احدهما غربًا وهو المعروف بالصرح السادس وهو اصغر الصروح جميعًا والثاني جنوبًا وهو المعروف بالصرح السابع.
كما شيد صالتين للحوليات خلف الصرح السادس ويميز الصالة الغربية عمودين من حجر الجرانيت الوردي احداهما يمثل الشمال ويرمز له بزهرة اللوتس كما اضاف الملك في النهاية الشرقية للمعبد صالة “الأخ منو” وهي التي يطلق عليها اصطلاحا "صالة ألاحتفالات".
أبنية امنحوتب الثالث:
ثم جاء امنحوتب الثالث فأضاف صرح هو المعروف بالصرح الثالث، وهو مهدم الآن وقد تكلمنا عما وجد بداخلة من آثار استخدمت كحشو له كما يعتقد أيضًا بأن امنحوتب الثالث هو الذي اقام صفي الأساطين الضخمة التي تتوسط الآن صالة الأساطين (ونقارنها بأساطين الممر العظيم بمعبد الأقصر) وخاصة ان قواعد هذه الاساطين ليس بها احجار التلاتات وهي احجار معبد اتون الذي شيده اخناتون التي وجدت في بعض قواعد الأساطين الأخرى التي شيدت بعد ذلك كما يحتمل أيضًا ان امنحوتب الثالث هو الذي بدأ بإقامة طريق الكباش امام صفي الاساطين التي اقامهــا.
ثم حدثت الهزة الكبرى والنضال العنيف بين كهنة الإله آمـــــون وبين الملك امنحوتب الرابع (اخناتون) الذي اتخذ آتون ربًا له فأقام له المعابد شرق معبد آمـون. وظل النزاع والنضال مستمرًًا حتى جاء حور محب الذى اضطر ان يسترضي كهنة آمون فقام ببعض الترميمات في المعبد وشيد صرح جديد غربًا هو المعروف بالصرح الثاني كما اضاف صرحين آخرين هما التاسع والعاشر جنوبًا. ولهذا نجد انه لكي يرضي كهنة آمون أمر بهدم معبد آتون الذي شيده اخناتون وأتخذ من احجاره حشوًا لصروحه الثلاثة التى اقامها.
أبنية سيتي الثاني:
اعتقد سيتي الثاني من ملوك الأسرة التاسعة عشرة ومن بعده رمسيس الثالث من ملوك الأسرة العشرين بأن معبد آمـــــــــون رع قد انتهى تخطيطه ولا يمكن عمل أي اضافات الية. ولهذا أقام سيتي الثاني ثلاثة مقاصير صغيرة لثالوث طيبة. وهي مقامه على اليسار من الداخل في الفناء الكبير بعد الصرح الأول مباشرة كما اقام رمسيس الثالث في نفس الفناء معبد صغير على يمين الداخل وهو المعبد الصغير الذي يعتبر كنموذج ممتاز لطراز معابد الآلهة في الدولة الحديثة.
ترك معبد امــــــون رع بدون اضافات حتى الأسرة الثانية والعشرين وهي المعروفه بالأسرة الليبية فأقاموا صف الاساطين الضخم المفتوح امام الصرح الثاني. ولما جاء طهرقا احد ملوك الأسره الخامسة والعشرين أقام ممر من الأساطين وسط هذا الفناء لم يبقى منه الآن غير الأسطون المعروف بأسمه.
ترك معبد آمــــــون رع بدون اضافات حتى الأسرة الثانية والعشرين وهي المعروفه بالأسرة الليبية فأقاموا صف الاساطين الضخم المفتوح امام الصرح الثاني.
ولما جاء طهرقا احد ملوك الأسره الخامسة والعشرين أقام ممر من الأساطين وسط هذا الفناء لم يبقى منه الآن غير الأسطون المعروف بأسمه.
أبنية نخت نب إف الأول:
اقام نخت نب إف الاول احد ملوك الاسرة الثلاثين اضخم صروح الكرنك وهو القائم حاليًّا بالواجهة الغربية للمعبد الكبير. قام ملوك البطالمة بترميمات في المعبد وأقام فيليب اريديوس من 323 الى 305 قبل الميلاد. وهو اخ غير شقيق للإسكندرالأكبر؛ مقصورة من الجرانيت الوردي للمركب المقدس داخل حجرة قدس الأقداس كما اقاموا أيضًا في المنطقه الجنوبية أمام معبد خنسو بوابة تعرف باسم بوابة يوارجتيس وهو الملك بطليموس الثالث الذي حكم من 247-222 ق.م.
أبنية ملوك البطالمة:
قام ملوك البطالمة بترميمات في المعبد وأقام فيليب اريديوس “من 323 الى 305 قبل الميلاد. وهو اخ غير شقيق للإسكندرالأكبر”، مقصورة من الجرانيت الوردي للمركب المقدس داخل حجرة قدس الأقداس.
كما اقاموا أيضًا في المنطقه الجنوبية أمام معبد خنسو بوابة تعرف باسم بوابة يوارجتيس وهو الملك بطليموس الثالث الذي حكم من 247-222 قبل الميلاد.
وادى الملوك
اتخذ ملوك الدولة الحديثة مدينة طيبة عاصمة لهم وفضلوا المنطقة الجبلية المعروفة الآن بوادى الملوك على الشاطىء الغربى لطيبة ، مكانا مختارا لحفر مقابرهم. ولم يختاروا هذه المنطقة عبثا ولم يفضلوها بطريق الصدفة فنحن نعرف ان المصرى القديم قد وجه كل عنايته للمحافظة على الجسد ، فحنطوه ووضعوه فى مكان حصين امين فكانت حجرة الدفن تحت الهرم وداخله بالنسبه للملوك وحجرة الدفن تحت المقابر بالنسبة للأفراد ، وإختلفت بعد ذلك نظرية الملوك فى تشييد مقابرهم بعد ان عاصروا سرقة محتوياتهم ، فالهرم فى الدولة القديمة بضخامته ملفت للأنظار ودليل مادى ملموس على القبر الملكى ، ولم يحقق الغرض الذى شيد من أجله وهو وقاية جثمان الملك والحافظ على كل مايودع فيه من ذخائر ونفائس من عبث لصوص المقابر.اما ملوك الدولة الوسطى فقد شيد البعض منهم أهرام صغيرة نسبيا إلا انهم تلمسوا الامان عن طريق تعقيد الممرات الداخلية الموصلة الى حجرة الدفن داخل الهرم. ولم تنجح هذه الطريقة ايضا لحماية جثمان الملك ومابداخل الهرم من اثاث جنازى من عبث لصوص القابر.
اصبح واضحا لملوك الاسرة الثامنة عشرة ان الطريقتين السابقتين لم تمنعا اللصوص من محاولة سرقة الفراعنة ، ولهذا كان من الضرورى البحث عن طريقة اخرى ، وعلى امل ان يحفظ جثمان الملك او الملكة فى مكان امين بعيد عن اللصوص فى بيته الابدى ولهذا لجأ ملوك الاسرة الثامنة عشرة وخلفائهم من بعدهم الى نقر مقابرهم فى تكتم شديد فى صخر الجبل مختفية وراء الهضاب فى واد بعيد عن اللصوص فى طيبة الغربية ، اصطلح على تسميته بوادى الملوك. وكان فى ذلك الوقت منطقة لا يطرقها انسان او حيوان ، جدباء ليس بها ماء ولا نبات بمعنى آخر تعتبر احسن مكان لإخفاء المقبرة.
اطلق المصرى القديم على الضفة الغربية لطيبة فى الدولة الحديثة اسماء متعددة نذكر منها :
1-غرب المدينة. 2-غرب واست . 3-الغرب . 4-الجانب الغربى .
5-هذا الجانب. 6-هذا الجانب من المدينة.
وقد ذكر استرابو عالم الجغرافيا الإغريقى فى القرن الاخير قبل الميلاد بأن وادى الملوك به 40 مقبرة تستحق الزيارة اما ديودور الصقلى فقد اشار الى 17 مقبرة فقط. واشار الرحالة الانجليز رتشارد بوكوك الذى زار مصر فى عامى 1737 _1738 ميلادية الى 14 مقبرة فقط وقد ذكرها بدون ذكر اسماء ويعتبر بوكوك اول من كتب عام 1743ميلادية عن مقابر وادى الملوك فى العصر الحديث. وتذكر بعثة نابليون احدى عشرة مقبرة فقط ويشير بلزونى الى 18 مقبرة اما التعداد الحالى للمقابر المكتشفة بوادى الملوك فيصل الى 63 منها الملكية وغير الملكية.
وقد ابتكروا ملوك الاسرة الثامنة عشرة الى حيلة جديدة وهى اخفاء الجزء المخصص لدفن الجثمان الملكى فى مكان غير معروف مهجور بوادى الملوك اما الجزء الذى خصص لاقامة الشعائر الدينية والشعائر التى تفيد المتوفى وهى معبد تخليد الذكرى بالقرب من من الاراضى المزروعة على البر الغربى لمدينة الاقصر ، وذلك بخلاف ماكان متبعا فى الاسرة العشرين ، فقد فضل ملوك هذه الاسرة ترك فكرة اخفاء مداخل المقابر وخاصة انه لم يحقق الهدف منه وهو المحافظة على مومياواتهم وما بداخل المقابر من اثاث جنائزى ، فقد اعتمدوا على صيانة مقابرهم بسد مداخلها بكتل ضخمة كما اشرفوا على حراستها ، ولهذا نجد اختلاف واضح بين مقابر ملوك الاسرة الثامنة عشرة ومقابر ملوك الاسرة العشرين فقد اهتم ملوك الاسرة العشرين بمداخل المقابر وأمروا بنقشها وتلوينها بعكس مقابر ملوك الاسرة الثامنة عشرة التى تركت ممراتها الامامية بدون نقوش او نصوص كذلك يلاحظ ان توابيت ملوك الاسرة الثامنة عشرة صغيرة بعكس توابيت ملوك الاسرة العشرين التى تتميز بضخامتها وثقل وزنها.
كان تحتمس الاول هو اول ملك من ملوك الدولة الحديثة الذى اتخذ وادى الملوك مقرا لمقبرته الملكية وكان فى هذه الوقت منطقة جرداء لا زرع فيها ولا ماء لا يطرقها انسان او حيوان لهذا اختارها وأمر بأن تنقر مقبرته فى صخر الجبل ويبدو انه تكتم فى البداية سر بناء هذه المقبرة بدليل النص المنقوش على لوحة المهندس ( انينى ) والمحفوظه فى مقبرته بمنطقة شيخ عبد القرنه بالبر الغربى فى طيبة. يقول النص ( لقد اشرفت على حفر المقبرة الصخرية لجلالته بمفردى ولا احد رأى ولا احد سمع ) على انه من الصعب قبول ماذكره ( اتينى ) فالقبر كان معروفا ولو لعدد بسيط من العمال والفنانين كذلك اشترك بلا شك عدد غير قليل من كبار رجال الدولة فى مراسم الدفن. والاراء التى تقول بأن الملك كان يستخدم اسرى الحرب وان العمل كان يتم اثناء الليل حتى لا يرى احد مكان القبر ، كلها افتراضات لا اساس لها من الصحة ، فإذا فرضنا جدلا بأن الملك كان يأمر القضاء على عماله من الاسرى الاجانب ؛؛؛هذا فى حالة وجودهم ، فماذا فعل فى صناعة المهرة من المصريين؟.
على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الحكم القوى لملوك الاسرة الثامنة عشرة كان يوحى بالأمان بالنسبة لمقابر فراعنة هذه الاسرة ، إلا ان نقل حتشبسوت لجثمان والدها تحتمس الاول فى مقبرته وإخفاء مومياءه فى مقبرتها لا يؤكد ذلك. كذلك تبين ان مقبرة توت عنخ امون فتحت فى الازمنة القديمة ، فثمة آثار لفتحتين متعاقبتين وأعيد طلاؤهما بالملاط وأكد ذلك وضع الأختام على المدخل فيبدو ان اللصوص قد فوجئوا حين سرقتها. كذلك هناك نص بالخط الهيراطيقى كتب على الجدار الجنوبى للصالة التى تسبق حجرة الدفن فى مقبرة تحتمس الرابع ويرجع الى عهد حور محب ، الذى اصدر تعليماته الى المشرف على اعمال الجبانة فى ذلك الوقت المدعو ( معيا ) وإلى مساعده (جحوتى مس) بإعادة (دفن الملك تحتمس الرابع فى المسكن المقدس بالبر الغربى) ممادعا الى نقل مومياء الملك مع مومياوات أخرى الى مقبرة الملك امنحوتب الثانى. كل هذا يدل انه رغم حكم الاسرة الثامنة عشرة القوى لم تسلم مقابر الملوك من ايدى لصوص المقابر.
قد لاحظنا ان مبادىء ضعف السلطة الملكية وانهيار الحالة الاقتصادية وزيادة نفوذ كهنة امــــــــون كان واضحا فى السنوات الاخيرة من حكم رمسيس الثالث وبدأت الامور تسير من سىء الى اسوأ ، ولم يعد ملوك الاسرة الحادية والعشرين قادرين على حراسة مومياوات اجدادهم المعرضة للسلب والنهب ولذا فكروا فى جمع هذه المومياوات الملكية ودفنوها حفاظا عليها فى اكثر من مخبأ فقد عثر عائلة عبد الرسول عام 1881م مخبا المومياوات الشهير بالدير البحرى وكان به 40 مومياء بدون الاثاث الجنائزى وذلك داخل مقبرة لسيدة تدعى (ان حعبى) وهى صاحبة المقبرة رقم 320 بالقرب من الدير البحرى وكان من بين المومياوات التى عثر عليها مومياوات ملوك مصر العظام المحفوظه الآن بالمتحاف المصرى امــــثال ســــقنن رع ،امــــــنحوتب الاول ، تحتمس الثانى ، رمسيس الثالث وآخرون.وكانوا الملوك راقدين داخل توابيت خشبية سميكة ، خالية من كل زخرف وليس عليها الا ما يشير الى اسماء اصحابها.
كما اكتشف فيكتور لوريه عام 1898 م مقبرة الملك امنحوتب الثانى وكان بها 13 مومياء ، كان من بينهم تسعة فقط تخص ملوك مصر نذكر منهم بجانب مومياء صاحب المقبرة امنحوتب الثانى مومياء كل من تحتمس الرابع وأمنحوتب الثالث و رمسيس الرابع والخامس والسادس وآخرين. ويرقد الجميع الان فى صالة المومياوات بالمتحف المصرى.
تتكون المقابر الملكية فى وادى الملوك فى العادة من ممرات او دهاليز وغرف نحتت فى صخر الجبل تعترضها بعض الأبار اما جدران المقبرة فكانت مسرحا للمناظر والرسوم والنصوص الدينية المختلفة اغلبها من كتاب (ماهو موجود فى العالم الاخر) وكتاب (البوابات) وكتاب (الكهوف) وكتاب (الارض)واناشيد شمسية و (قصة هلاك البشرية) و (كتاب الموتى) بجانب بعض الطقوس الدينية مثل طقسة فتح الفم.
ومن اهم مقابر وادى الملوك
مقبرة الملك تحتمس الثالث KV 34
تختلف هذه المقبرة فى نظامها ومظهرها عن باقى مقابر وادى الملوك ، فمقبرة تحتمس الثال تتكون من محورين وهذان المحوران يكونان زاوية تكاد تكون قائمة. ومدخل المقبرة فخم يقع فى مكان عال،ولهذا اقامت مصلحة الاثار سلما من الحديد لكى يسهل الوصول الى هذا المدخل المحفور فى منطقة مرتفعة فى صخر باطن الجبل وقد اكتشف المقبرة هذه المقبرة لوريه عام 1898 م.
نصل الى المدخل الذى يؤدى الى دهليز منحدر انحدار شديدا الى اسف يوصل هذا الدهليز الى ممر،وهذا الممر ينتهى عند حجرة صغيرة يتوسطها سلم هابط ومنها الى ممر صغير وأخيرا نصل الى حجرة البئر وهو مسقوف حاليا مقبل هيئة الآثار لكى يستطيع الزوار المرور من فوقه، وقد لون سقف حجرة البئر باللون الازرق وبه نجوم بيضاء ويصل عمقه الى 6 امتار. بعد ذلك نصل الى حجرة تكاد تكون مربعة يحمل سقـفها عمودين وسقـفها مزين بنجوم صفراء على ارضية زرقاء وسجل على جدرانها كشف طويل بأسماء الآلهة والآلهات التى ذكرها فى كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر ويصل عددها الى 741 اسم. وهذه الحجرة تعتبر نهاية المحور الاول وبداية المحمر الثانى. ويوجد فى الركن الشمالى من هذه الحجرة سلم هابط يوصل الى حجرة الدفن التى اتخذت شكل الخرطوش الملكى.
نصل الآن الى حجرة الدفن ويحمل سقفها عمودين ويوجد على جانبيها اربعة حجرات صغيرة،وزعت بمعدل حجرتين على كل جانب وتغطى حجرة الدفن رسوم ونصوص تخطيطية وقد كتبت بالخط المختصر وهو الخط الوسط بين الخطين الهيروغليفى والهيراطيقى. وقد كتبت على ارضية صفراء باللونين الاسود والاحمر حتى لتبدو حجرة الدفن كأنها بردية ضخمة مفتوحة مليئة بنصوص ومناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. وهذه الرسوم والنصوص فى حالة حفظ تام وتعطينا النسخة الأولى لكتاب ما هو موجود فى العالم الآخر "امى دوات" بفصوله الاثنى عشر. وهذه المناظر والنصوص تمثل الخطوة الاول للرسوم التى سوف نشاهدها بعد ذلك بالنقش البارز ابتداء من عهد الملك حور محب.
ومن اجمل مناظر حجرة الدفن المناظر المرسومة على الواجهة الشمالية للعمود الاول اذ نرى عليه اكثر من منظر فريد،غير متبع فى المقابر الملكية فى طيبة وهى المناظر التى تمثل الملك مع افراد عائلته ، ويمثل المنظر الأول الملك تحتمس الثالث مع امه ايزيس وهما فى مركب فى العالم الآخر ويتقدمها رجلين يحمل الاول منهما رمز الاله نفرتم والثانى رمز الاله حورس وتحت هذا المنظر يوجد منظر آخر يمثل الملك تحتمس الثالث يرضع من امه ايزيس والتى صورها المصرى القديم كشجرة الهية ذات ايدى انسانية ممسكة بثديها لترضع ابنها الملك تحتمس الثالث. وهناك منظر يمثل الملك تحتمس الثالث يتبعه ثلاثة من زوجاته هن "مريت رع" و"سات اعج " و "نبتو" واخيرا ابنته" نفر ارو".
اما باقى واجهات العمودين الاول والثانى فهى مليئة بمناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. ويوجد فى اقصى حجرة الدفن التابوت المصنوع من الحجر الرملى الاحمر وهو منقوش ايضا ومثلت الالهة نوت على قاعدته رافعة ذراعيهاويوجد بجوار التابوت غطائه. وقد وجد التابوت فارغا اما المومياء فقد عثر عليها بخبيئة الدير البحرى.
مقبرة الملك تحتمس الرابع KV 43
اكتشفت هذه المقبرة عام 1903 م على يد تيودور دافيز ومساعده كارتر،وتتكون هذه المقبرة من ثلاث محاور كل محور يكون مع الآخر زاوية تكاد تكون قائمة،ولم يتبع هذا النظام غير ملكين من ملوك الاسرة الثامنة عشرة وهما الملك تحتمس الرابع والملك امنحوتب الثالث الذى فضل مكانا اخر يعرف بوادى الغربى ويطلق عليه ايضا وادى القرود، ولم يشاركه فى هذا الوادى غير الملك "اى" صاحب المقبرة رقم 23 بالوادى الغربى.
وتبدأ مقبرة تحتمس الرابع بمدخل يؤدى الى سلم هابط يوصل الى دهليز يوصل بدوره الى حجرة مستطيلة شكلت ارضيتها على هيئة سلم يوصل الى ممر الذى يوصل الى حجرة البئر ويجب هنا ملاحظة المناظر المرسومة الملونة بأعلى جدران حجرة البئر اذ نرى على يسار الداخل ستة مناظر تمثل الملك امام كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور،كما نشاهد الاله انوبيس فى منظر لم يكتمل.
ونجتاز حجرة البئر وهى الآن مسقوفه من قبل هيئة الاثار لنصل الى حجرة ذات عمودين وهى تعتبر نهاية المحور الاول وبداية المحور الثانى وهى خالية النقوش. ونجد فى ركنها الشمالى درج هابط يوصل بدوره الى سلم هابط يؤدى الى حجرة التى ينتهى عندها المحور الثانى ويبدأ ايضا المحور الثالث. ويجب ملاحظة المناظر والنصوص المسجلة على جدران هذه الصالة اذ نلاحظ انه على الجدار الشمالى المناظر الملونة التى تمثل الملك مع كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور ، كما نلاحظ عى يمين الداخل اى على الجدار الجنوبى للحجرة نص بالخط الهيراطيقى يرجع للملك حور محب الذى اصدر التعليمات الى المشرف على اعمال الجبانة فى ذلك الوقت المدعو "معايا" والى مساعده "جحوتى مس" بإعادة "دفن الملك خبرة رع (تحتمس الرابع) فى المسكن المقدس بالبر الغربى لطيب وقد نقلت المومياء مع مومياوات اخرى بعد ذلك الى مقبرة امنحوتب الثانى. وقد يدل هذا ان مقبرة تحتمس الرابع قد فتحت بعد وفاته مما دعا حور محب ان يصدر اوامره بأعادة دفنها ونشاهد ايضا فى نفس الحجرة على الجدار الشرقى مناظر تمثل الملك وهو يتقبل علامة الحياة(عنخ)من الألهة حتحور ومن الاله انوبيس ثم واقـفا امام الاله اوزيريس.
بعد ذلك نصل الى حجرة الدفن ويحمل سقفها ستة اعمدة فى صفين وبين العمودين الأخيرين درج يوصل الى منخفض حيث يوجد التابوت المنقوش والمصنوع من حجر الجرانيت الاحمر،كذلك تنفتح حجرة الدفن على اربع حجرات صغيرة،حجرتان فى كل جانب،وحجرة الدفن لم ينتهى العمل منها اما الاثاث الجنائزى الذى عثر فى هذه المقبرة فهو معروض بالمتحف المصرى
مقبرة توت عنخ آمون KV 62
استطاع اللورد كارنرفون ان يحصل عام 1917 م على موافقة مصلحة الآثار بالسماح له بالتنقيب فى وادى الملوك واستطاع فى نفس الوقت ان يقنع كارتر بالحفائر له فى الوادى. وبدأت الحفائر ومضى عام 1917 بدون ان تعطى الحفائر ما كان متوقعا منها،وتذكر كارتر ما قاله كل من بلزونى ودافيز وماسبيرو من ان الودى لفظ كل ما فيه. ولكن ثقة كارنرفون وصبر كارتر جعلتهما يواصلان الحفر خمس سنوات متتالية بدون نتائج محببة،ومر صيف عام 1922 واستمر الحفر فى مساحة صغيرة مثلثة الشكل امام مقبرة الملك رمسيس السادس الحالية،لم يسبق الحفر فيها بسبب زائرى مقبرة رمسيس السادس. وفى اوائل نوفمبر عام 1922 تم اكشاف مقبرة توت عنخ امون.
ويصف لنا كارتر ماحدث فيقول؛؛هذا هو بالتقريب الموسم الاخير لنا فى هذا الوادى بعد تنقيب استمر ما يقرب من 6 مواسم كامله دون جدوى. لقد وقف الحفارون فى الموسم الماض عند الركن الشمالى الشرقى من مقبرة رمسيس السادس وقد بدأت هذا الموسم الحفر فى هذا الجزء متجها نحو الجنوب،وكان يوجد فى هذه المساحة عدد من الأكواخ البسيطة التى استعملها العمال كمساكن عندما كانوا يشتغلون فى مقبرة رمسيس السادس واستمر الحفر حتى اكتشف احد العمال درجة منقورة فى الصخر تحت كوخ منهم،وبعد فترة بسيطة من العمل وصلنا الى مدخل منحوت فى الصخر على بعد 13 قدم اسفل مقبرة الملك رمسيس السادس،وازداد الأمل فى ان يكون هذا المدخل هو مدخل مقبرة ولكن الشكوك كانت ورائنا بالمرصاد من كثرة المحاولات السابقة التى كانت دون نتائج،فربما كانت مقبرة لم تتم بعد او انها لم تستخدم وان استخدمت فربما نهبت مثل المقابر الاخرى التى اكتشفت او يحتمل انها مقبرة لم تمس او تنهب بعد وكان ذلك فى 4 نوفمبر 1922.
واستمر الحفر حتى ظهر المدخل كاملا ثم ازيلت الاتربة عن 15 درجة اخرى تشكل سلما عرضه 1,6 متر وطوله اربعة امتار يؤدى الى مدخل آخر كان مسدودا بحجارة مطلية بالملاط عليها اختام توت عنخ امون(والختم عبارة عن شكل ابن آوى راقدا الممثل للاله انوبيس اله الجبانة وفوقه اسم توت عنخ امون داخل الخرطوش وتحته تسعة من الاسرى اعدا مصر ايديهم موثقة خلف ظهورهم). وقد تبين ان المقبرة فتحت فى الازمنة القديمة لان هناك اثار لفتحتين متعاقبتين اعيد طلائها بالملاط واكد ذلك وضع الاختام على المدخل فيبدو ان اللصوص فوجئوا حين سرقتها. فى 25 نوفمبر سنة 1922 هدم الحائط الذى يسد المدخل ووجد خلفه ممر محفور فى الصخر مملوء بالاتربة والانقاض وطوله 7,60 متر بعد ذلك وجد مدخل كان مسدودا ايضا بالاحجار. فى يوم 29 من نفس الشهر جرى رسميا افتتاح الغرفة الامامية التى كانت مكدسة بالأثاث الجنائزى الرائع للملك الصغير ويبلغ طوله 8×3,6 متر. ويوجد فى زاويتها اليسرى حائط وجد خلفه بعد هدمه غرفة الدفن التى كان بها المقصورة الخارجية الكبرى المصنوعة من الخشب المذهب وكان بداخلها ثلاث مقاصير اخرى متشابهه تضم التابوت الاصلى المصنوع من الحجر الرملى المتبور الاصفر،وتزين اركان هذا التابوت الآلهات الاربع الحارسات ايزيس ونفتيس ونيت وسلكت وقد غطين التابوت بأجنحتهن المنشورة،اما غطاء التابوت فهو لسبب لا نعلمه من الجرانيت الخشن وكان مكسورا ومطليا باللون الاصفر ليناسب لون التابوت. وكان هذا التابوت الحجر يضم بداخله ثلاثة توابيت متداخله. فالتابوت الاول ملفوف بأقمشة على صورة اله الموتى "اوزيريس" واليدان متقاطعان على الصدر تمسكان بالشارت الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء كرأس العقاب والثعبان والقائمين على جبهته. وكان التابوت مصنوعا من خشب مذهب والوجه واليدان مكسوة برقائق من الذهب،ومقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغضاء وعندما فتح التابوت وجد بداخله تابوت ثان اصغر قليلا منه ومندمج بداخله،والتابوت الثانى مصنوع من خشب مغطى بصفائح من ذهب ولكن كان مكسوا فى اجزائه بعجائن زجاجية متعددة الألوان. وعندما فتح التابوت الثانى وجد ايضا بداخله تابوت موميائى ثالث ملفوف بكتان احمر وكان الوجه هو الشىء الوحيد المكشوف والتابوت مصنوع من الذهب الصب وقد زين بمناظر الألهتين نخبت حامية الوجه القبلى والالهة واجيت حامية الوجه البحرى وهما ناشرتان اجنحتهما على ذراعى الملك م تتشابك اجنة كل من ايزيس ونفتيس على الجزء الاسفل من التابوت دلالة حماية الجسد المحفوظ داخله. وعندما فتح هذا التابوت ظهر القناع الذهبى الشهير لملك توت عنخ امون ولا يزال موجود الآن فى حجرة الدفن التابوت الحجرى والتابوت الخشبى الثانى وموياء الملك.
وتبلغ مساحة غرفة الدفن 6,40×4,03 متر وتتميز بوجود غرفة جانبية اطوالها 4×3,50 متر،كما تتميز الغرفة الامامية ايضا بحجرة جانبية اطوالها4×2,90 متر وجميع هذه الحجرات كانت مكدسة دون اى نظام بالأثاث الجنائزى للملك توت عنخ امون وقد يؤكد ذلك دخول اللصوص هذه المقبرة وهذه الكنوز محفوظة الآن بالمتحف المصرى.
تعتبر مقبرة الملك توت عنخ امون المقبرة الملكية الوحيدة التى وصلت الى ايدينا كاملة وقد يرجع السبب فى هذا ان الملك رمسيس السادس كان قد امر بحفر مقبرته بعد وفاة الملك توت عنخ امون بما يقرب من مائتى عام فوق المكان الذى اتخذه توت عنخ امون مقرا ابديا له. وقد قام عمال رمسيس السادس دون قصد برمى الرمال والاحجار المتبقية من الحفر فوق مدخل مقبرة توت عنخ امون بل وبعد ذلك شيدوا اكواخا لهم فوق الرديم ويعتقد كارتر ان هناك عواصف غسلت جميع الاثار المؤدية الى المدخل. وقد ساعد هذا على بقاء المقبرة بعيدة عن ايدى العابثين حتى وجدها كارتر تكاد تكون سليمة فى نوفمبر سنة 1922. تنحصر مناظر المقبرة المرسومة بالالوان فى حجرة الدفن،ولعل اهمها المنظر الموجود على الجدار الشرقى ويمثل جنازة الملك،اذ نرى مركب موضوعة على زحافة ويقوم بسحبها مجموعة من اصدقاء وعظما القصر،ونشاهد بداخل المركب ناووس بداخله التابوت الموميائى،وفوقه نص يشير الى "الاله الطيب سيد الارضين نب خبرو رع معطى الحياة للابد". وهناك اكثر من منظر مرسوم بالالوان على الجدار الشمالى لغرفة الدفن وهو الجدار المواجه للداخل، فنرى الملك " آى "على رأسه التاج الازرق وهو الملك الذى تولى العرش بعد موت الملك توت عنخ امون،لابسا جلد الفهد بصفته الأب الالهى وهو يقوم بطقسة فتح الفم لمومياء الملك بأن يلمس وجه المومياء الاوزيرية للمك توت عنخ امون بالفأسين الصغيرين المعروفين بإسم " نوتى ". ثم يردد قائلا "أنا افتح فمك لكى تتكلم وافتح عينيك لكى ترى رع وأذنيك لكى تسمع تبجيلك(ثم)تمشى على رجليك لكى تدفع عنك الأعداء" والهدف من هذه الطقسة هو اعطاء الحياة للمومياء بحيث تستعيد القدرة على تسلم الطعام الذى يقدم لها فى العالم الآخر. بعد ذلك هناك منظر يمثل الآلهة نوت ربة السماء وسيدة الالهة تحمى الملك الواقف امامها وتعطيه الصحة والحياة وأخيرا نتابع على الجدار الشمالى الملك توت عنخ امون وهو يحتضن "الاله اوزيريس " وخلف الملك قرينه "الكاء" فى صورته الملكية وفوق رأسه الاسم الحورى للملك داخل رمز "الكا". بعد ذلك نشاهد منظرا آخر على الجدار الغربى يمثل الساعة الاول من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر"أمى دوات"،ونرى فيه اثنى عشر قردا فى ثلاثة صفوف ربما يمثلون ساعات الليل الاثنى عشر وفوقهم نشاهد خمسة من الآلهة الواقفين ثم مركب الشمس يتوسطها الاله خبر فى صورة جعل بين شكلين للاله اوزيريس فى حالة تعبد. المنظر الاخير نراه على الجدار الجنوبى من حجرة الدفن وهو يمثل الملك توت عنخ امون يتوسط الالهة حتحور التى نعطيه علامة الحياة "عنخ" والأله انوبيس رب الجبانة. واخيرا انه اذا كان الاستعجال قد سيطر على عملية الدفن فأن هذه العملية قد تمت مع ذلك طبقا للشعائر وفضلا على ذلك فإن المقبرة يتجلى فيها تخطيط فرضته قوانين دينية واضحة.
وكل مايمكن التسليم به على اكثر تقدير هو ان هذا المكان ربما لم يكن مقدرا اصلا للمك وانما خصص للميت دون مخالفة القواعد الاساسية للعمارة الجنائزية الملكية فى ذلك العصر. على ان الظروف التى احاطت بحياة الملك ومماته هى وحدها الجديرة بأن تساعد ولا ريب على تفهم هذه المتناقضات الظاهرة لقد اثارت المقبرة هذه المشكلة ولكنها لم تعرض لها حلا.
معبد الملكة حتشيبسوت
امرت الملكة حتشبسوت ان يقام معبد تخليد ذكراها فى حضن جبل شامخ فى طيبة الغربية وذلك شمال المقبرة ذات المعبد الجنائزى التى اقامها منتوحتب نب حبت رع من ملوك الاسرة الحادية عشرة قبل حكمها بفترة تصل الى خمسمائة عام. وقد اشرف المهندس سنموت على تشييد معبد حتشبسوت متأثرا بنظام الشرفات التى شاهدها فى معبد الملك منتوحتب نب حبت رع. فشيده على ثلاث مسطحات كبيرة اتخذت شكل الشرفات يعلو احدهما الاخر واستبعد منه الهرم (او المسله) وحجرة الدفن ولكنه اضاف اليه مقاصير للتعبد ولإقامة الطقوس لكل من امـــون ورع حور اختى وانوبيس والآلهه حتحور ؛ فلم يستخدم معبد حتشبسوت لأداء الطقوس التى تفيد الملكة حتشبسوت او والدها تحتمس الاول وزوجته (الثانية)الملكة احمس ولكنه كرس فى المقام الاول لعبادة الاله الأعظم امـون اله طيبة كما شيدت المقاصير لكل من الأله رع حور آختى اله هليوبوليس وكذلك للاله انوبيس اله الموتى وللالهة حتحور سيدة الغرب.
بدأ فى تشييد هذا المعبد فى العام الثامن اوالتاسع من حكم الملكة حتشبسوت وقد استخدم الحجر الجيرى الجيد فى بناءه وليس الحجر الرملى الاصفر المقطوع محاجر جبل السلسة (جنوب ادفو)كما هو متبع فى إقامة معابد تخليد الذكرى.
ومعبد حتشبسوت يعطى صورة واضحة لمظاهر العداء العائلى والدينى ؛ فالعداء العائلى نراه بوضوح بين الملكة حتشبسوت التى استطاعت بقوتها وشخصيتها ان تنحى تحتمس الثالث من عرش مصر لصغر سنه ؛ ولهذا نرى غضبه الانتقامى واضح فى كل مابقى للملكة حتشبسوت من آثار. فقد قام اتباعه بتحطيم تماثيلها وكشطو اغلب اسماءها وشوهوا ما وصلت اليه ايديهم من صورها. كل هذا نراه واضحا على جدران هذا المعبد.اما العداء الدينى فنراه فى عهد اخناتون الذى قام بثورته الدينيه ضد الاله امـــــــون وكهنته فقام اتباعه بتشويه صور الاله امون وكشط اسمائه. وأمر الملك رمسيس الثانى بعد ذلك بترميم بعض ماشوه من مناظر ونصوص هذا المعبد ؛ وبالتالى خلد اسمه عليه وان كان الترميم الذى نفذه فى عهده يعتبر اقل جودة من الاعمال الفنية التى نفذ فى عهد الاسرة الثامنة عشرة ثم اضاف الملك مرنبتاح اسمه ايضا على بعض اجزاءه.
اطلق على هذا المعبد فى عهد الملكة حتشبسوت اسم يعنى "قدس اقداس امـــــون" واختصر فى عهد الرعامسه وأصبح البقعة "المقدسة" اما اسم الدير البحرى فهو اسم عربى حديث اطلق على هذه المنطقة فى القرن السابع الميلادى وذلك بعد ان استخدم الاقباط هذا المعبد ديرا لهم.
مــــعبد الوادى :
هذا المعبد مهشم تماما ؛ وكان يخرج منه الطريق الصاعد الذى كان بتميز بوجود تماثيل للملكة حتشبسوت فى صورة ابو الهول على جانبيه وكان يوصل الى مدخل المعبد الذى تهدم ايضا ومنه نصل الى المسطح الاول هذا المسطح يشغل فناء مكشوف متسع يحده جدار منخفض من الحجر الجيرى مدور فى اعلاه وكانت توجد فى هذا الفناء اشجار مختلفة منها النخيل وربما أشجار المر ايضا التى اتت بها الملكه من بلاد بونت. ثم حوضان للمياه اتخذت كل منهما شكر حرف T فى وضح افقى بحيث يواجه كل منهما الآخر وكان ينمو فيهما اغلب الظن بنات البردى.
يوجد فى الجانب الغربى من هذا الفناء صفتان يزين واجهتهما الكرنيش المصرى ؛ ويسند جدارهما الخلفى الجانب الامامى للمسطح الثانى . ويحمل سقف الصفتين صفان من الاعمده ؛ بكل صفة 22 عمود على صفين . اعمدة الصف الاول من طراز خاص ؛ فقد شكل نصفها الأمامى على اساس عمود مربع أما نصفها الخلفى فقد اتخذ شكل نصف عمود ذى ستة عشرة ضلعا . ويزين كل عمود اسم الملكة ومن فوقه الصقر حورس ويوجد تمثال للملكة حتشبسوت فى صورة اوزيرية بارتفاع سبعة امتار فى الطرف الايمن من الصفة اليمنى وهناك مثلة فى الطرف الايسر من الصفه اليسرى اما بالنسبة للمناظر والنقوش فقد تهدم اغلب مناظر الصفه الشمالية (اليمنى بالنسبه للداخل) ولم يبقى منها إلا بقايا منظر يمثل صيد الطيور المائيه بالشباك. اهم مناظر الصفه الجنوبية ماهو مسجل فى الزاوية الجنوبية والذى يمثل نقل مسلتين كبيرتين(من اسون الى الكرنك) عبر النيل فوق سفينة تسحبها سفن اخرى وتحت هذه المنظر مجموعة من الجند يحملون الأعلام احتفالا بتكريس المسلتين .
نصعد بواسطة الدرج الذى يتوسط الأحدور الصاعد الذى يفصل الصفتين لنصل الى المسطح الثانى والشرفه الثانية.ويبلغ عرض هذ الأحدور عشرة امتار بالتقريب ويحده يمينا وشمالا سياجان مقوس اعلاهما ويتميز كل سياج فى بدايتة بوجود نقش جميل من الداخل يمثل اسدا يحمى الملكة وبالتالى يحرس المدخل الموصل الى الشرفة الثانية. نجد فى نهاية المسطح الثانى صفتين يحمل سقف كل منهما 22 عمود على صفتين كما يحلى واجهتهما الكرنيش المصرى.الصفة اليمنى (اى الشمالية )بها مناظر الولادة المقدسة للملكة حتشبسوت والصفة اليسرى (الجنوبية)بها مناظر بعثة بونت الشهيرة.
نصل الآن الى الصفة الجنوبية (اليسرى)حيث توجد "مناظر بعثة بونت " التجارية الشهيرة وهى اغلب الظن بلاد الصومال الحالية ؛ فقد ابحرت خمس سفن كبيرة محملة بمصنوعات مصر الراقية تحت قيادة القائد"تحسى" . تبدأ مناظر هذه الرحلة من الزاوية الجنوبية لهذه الصفة بالمنظر السفلى على الجدران الغربى الذى يوضح بالنص والصورة ابحار البعثة المصرية الى بونت " الابحار فى البحر وبدأ الطريق الطيب الى ارض الاله والسفر فى سلام الى بونت بجيوش سيد الارضين طبقا لأمر سيد الالهه امـــــون سيد عروش الارضين اما ابت سوت لتحضر له العجائب من كل بلد اجنبى لأنه يحب كثيرا ابنته ماعت كارع " وهو اسم التتويج للملكة حتشبسوت.
نشاهد فى الصف الاسفل من الجدار الجنوبى وصول المبعوث الملكى الى ارض الاله ؛ ومعه الجيش الذى خلفة ؛ امام عظماء (حكام)بونت ؛ محضرا جميع الاشياء الجميلة من القصر لحتحور سيدة بونت " من اجل حياة ورخاء وصحة جلالتها" والمنظر يمثل المبعوث المصرى واقفا وخلفة جنوده وأمامه منضدة عليها مجموعة من الهدايا الجميلة تشمل عقودا من حبات الخرز وأساور وبلطة وخنجر ويقف فى مواجهته زعيم بونت "بارهو" وكان يتبعه زوجته "اتى" بجسدها الضخم واثنين من ابنائه وابنته. يلى ذلك منظر الحمار الذى كانت تركبه الزوجه وعليه نص ظريف يقول " حماره الذى يحمل زوجته" ؛ بعد ذلك نشاهد بعض من اهالى بونت امام قريتهم وبيوتهم التى صورت على هيئة اكواخ مقامه على دعائم ويصعد الى كل منها بسلم وماشية ترعى ؛ وتذكر النصوص التى نقشت فوق اهالى بونت دهشتهم لجرأة البحاره المصريين"كيف وصلتم الى هنا "؟ الى هذا البلد الذى لا يعرفه الناس "هل اتيتم عن طريق السماء؟او ابحرتم على ظهر الماء". فوق هذا المنظر نشاهد الخيمة التى نصبها المصريون لاستقبال عظماء بونت ؛ قدموا لتحيتهم"الخبز والنبيذ واللحوم والفوكه وكل شىء من مصر طبقا لتعليمات القصر" والمنظر يمثل المبعوث المصرى امام الخيمة وامامه كومه من البخور قدمها له زعيم بونت الذى حضر ومعه زوجته التى تستلفت النظر بجسدها الضخم ومعها احد الاتباع محملا بالهدايا .
تمثل مناظر الصفين العلويين اشجار البخور وهى تنقل بجذورها فى سلال مليئه بالطين بواسطة الجنود المصريين ويفصل المناظر مجرى مائى صورت فيه مناظر مختلفة من اسماك البحر الاحمر وكلها تدل على ذكاء الفنان المصرى وملاحظاته الدقيقه وقدرته على نقل المناظر الطبيعية التى توضح البيئه وتسجيلها.
نتابع الآن المناظر على الجدار الغربى من الصف الثانى الملاصق للجدار الجنوبى , فنشاهد منظر"شحن السفن الكبيرة بعجائب بونت" ويلاحظ الرجال وهم يسيرون على السقالات ويحملون الاشجار المختلفة الى داخل السفن ، ثم يلى ذلك منظر يمثل ثلاث سفن ناشرة اشرعتها ، جاهزة للإبحار الى مصر وفوقها نص يذكر "الابحار والوصول فى سلام الى ابت سوت" اى الى ارض معابد الكرنك ثم نرى منظر يمثل اهالى بونت الذين قدموا بالهدايا لتقديمها للمصريين يحنون رؤوسهم تحيه واحتراما.
ثم يتبع ذلك على الجدار الغربى ايضا المناظر التى تمثل الملكة (مكشوطه)مصحوبة بقرينتها(الكا) تقدم فى صفين خيرات بونت الى الاله امـــــون ، وتشمل اشجار البخور وحيوانات مختلفة منها فهود وجلود فهود وزرافه وماشية ثم اقواس وذهب , وتقوم الالهه سشان بوزن الخيرات امام الاله حورس ، كذلك هناك مناظر تكيل البخور ويقوم جحوتى بالتسجيل.بجانب هذا نرى تحتمس الثالث يطلق البخور امام مركب امـــــون التى يحملها الكهنة وقد كشطت فى عهد اخناتون. نرى فى نهاية الجدار الغربى منظرا مكشوطا للملكة حتشبسوت امام الاله امــــــــــون.
يمثل المنظر الذى على الجدار الشمالى لهذه الصفة الملكة جالسة على عرشها ، تخاطب ثلاثة من كبار رجال الدولة والمنظر مشوه تماما ، ولكن النص الذى يصاحبها يذكر لنا العام التاسع الذى عادت فيه البعثة الى طيبة وتختتم حتشيسوت كلامها الى امــون بقولها "لقد خلدت بونت داخل منزله ، فزرعت اشجار ارض الاله بجانب معبده، فى حديقته طبقا لأمره ..".
نتقل الآن الى الصفة الشمالية(اليمنى)التى بها مناظر الولادة المقدسة ويعتقد البعض ان مناظر الولادة المقدسة كانت من الاسباب الهامة التى من اجلها شيد هذا المعبد. فإنه من المعروف ان الهدف الاول من اقامته ان يكون مكرسا فى المقام الاول للاله امـــــون ويعبد فيه بجانبه كل من رع حور آختى وانوبيس , والالهه حتحور اما الهدف الثانى فهو ان يكون هذا البناء الضخم معبدا لتخليد ذكراها وذكرى والديها. والهدف الثالث والأخير ان تسجل على جدرانه اسطورة مولدها المقدس وأن تثبت ان والدها هو الاله امون وليس تحتمس الاول ، وذلك بعد ان اغتصبت العرش من الملك تحتمس الثالث ، ولهذا اتخذت حتشبسوت كل الخطوات الضرورية لتثبيت حكمها وان يكون هذا المعبد بمثابة دعاية لأحقيتها للعرش،فسجلت على جدرانه ان الاله امـــون قد امر بتتويجها.وبهذا اصبحت حتشبسوت ملكة على مصر ، وقامت بدور الاله حورس ومثلته على الارض واتخذت لنفسها لقب "ابن الشمس" بل وتشبهت بمظهر الرجال وارتدت زيهم ، كما استعملت الذقن الملكية المستعارة الخاصة بالملوك. كل هذا كان من الاسباب التى دعت تحتمس الثالث بعد وفاة حتشبسوت او بعد القضاء عليها ان يصب غضبه على اثارها ، فقد حطم اتباعه تماثيلها وكشطو اسماءها وشوهوا صورها. ثم جاءت ثورة اخناتون الدينة فكشط اتباعه اسم الاله امــــون وشوهت صوره المختلفة فى كل مكان وصل اليه ايديهم... فلا عجب ان اغلب مناظر المعبد سواء الدينية او العائليه قد شوهت سواء بسبب النزاع العائلى او بسبب الاختلافات الدينية.
نعود الآن لمناظر الصفة اليمنى(الشمالية)لمشاهدتها فنلاحظ ان اغلب المناظر العليا على جدرانها قد تهشمت ولكن يمكن تتبعها بصعوبة وهى المناظر التى تمثل تتويج حتشبسوت. فنرى على الجزء الأعلى من الجدار الجنوبى الملكة حتشبسوت (مكشوطه تماما)تتوسط كل من الاله امـــــون والاله رع حور آختى اللذان يقومان بتطهيرها.ومنظر آخر يمثل الاله امون جالسا وهو يقدم الطفلة حتشبسوت الى آلهه الجنوب والى آلهة الشمال واخيرا نرى على هذا الجدار مجمع الالهه والآلهات امام آمـــون رع ملك الالهه وهم يقفون فى صفين ، الصف الأعلى نرى فيه كل من اوزيريس وزوجته ايزيس وابنهما حورس ثم الالهة نفتيس والاله ست ثم حتحور ونشاهد فى الصف الأسفل باقى آلهة المجمع وهم منتو وأتوم وشو وتفنوت وجب والالهة نوت.
نتقل الآن الى الجدار الغربى ونتبع المناظر العليا اولا من الجنوب الى الشمال فنشاهد الملكة حتشبسوت (مكشوطه)تتوسط الالهتين ,اليسرى منهما حتحور امام الاله اتوم رب هليوبوليس وخلفه الألهه سشات التى تعطيها "سنين الأبدية".ثم نرى حتشبسوت متوجه متشبهة بمظهر الرجال امام الأله أمون الجالس على عرشه ويتوسطهما شكل كشط تماما ويحتمل انه كان يمثل الكاهن "ايون موت اف".يوجد خلف حتشبسوت ثلاثة صفوف كل صف به ثلاثة اشكال تمثل ارواح الالهة الاعلى يمثل ارواح آلهة معبد الجنوب وقد شكلت بأجساد انسانية ورؤوس الصقر والاسفل يمثل ارواح آلهة المقصورة الشمالية وقد اتخذت اشكال انسانية وقد جلس خلفهم كل من سشات(فى الصف الأعلى) والاله جحوتى (فىالصف الاسفل) ليسجلا مراسيم تتويج الملكة على اللوحة الخاصة بذلك. بعد ذلك يقوم تحتمس الاول بتتويج الملكة حتشبسوت فى حضور تسعة(فى ثلاثة صفوف)من كبار رجال الدولة.وفى نهاية الجدار الشرقى نرى الكاهن "ايون موت اف"يقود الملكة لتطهيرها فى المقصورة المقدسة "برور" ويقوم احد الآلهه بتطهيرها بإناء اتخذ شكل علامة عنخ .
تمثل المناظر السفلى على الجدار الشرقى الولادة المقدسة للملكة حتشبسوت وتبدأ ايضا من الجنوب الى الشمال فنشاهد الإله امـــــون ومعه الاله جحوتى ثم يقود جحوتى امــون(وكلاهما يكاد يكون مشوها تماما) الى حجرة الملكة احمس ام حتشبسوت للاجتماع بها وقد استطاع الفنان المصرى ان يصور هذا المنظر فى منتهى الرقة والجمال والقدسية فقد عبر عنه بجلوس امــــــون امام الملكة احمس مقدما باحدى يديه علامة الحياة "عنخ" الى انفها وقد يعنى هذا انه يعطيها نسمة الحياة ويقدم بيدة الأخرى علامتى "عنخ" و "واس" متمنيا لها الحياة فى ظل الرخاء وقد جلس كل من امـــــون والملكة أحمس على علامة السماء "بت" .بعد ذلك نشاهد الاله خنوم يتلقى اوامره من الاله امـــــون بتشكيل حتشبسوت وقرينهما(الكا) على عجلة الفخرانى ثم الالهه حقت برأس الضفدعه مقدمة علامة الحياة (اى نسمة الحياة)الى الطفلة حتشبسوت وقرينها.ثم يبشر جحوتى الملكة احمس بقرب ولادتها وأخيرا يقود كل من خنوم والالهه حقت الملكة احمس التى على وشك الوضع الى حجرة الولادة (ويلاحظ ارتفاع البطن المقصود دليلا على قرب الوضع).
تمثل المناظر التى على الصف الأيمن من الجدار الغربى بصفة الولادة منظر الولادة المقدسة فنرى الملكة جالسة ومعها الطفلة حتشبسوت جالسة فى الصف الأعلى على مقعد فى حضور ثلاثة صفوف من الاله والآلهات بجانب الاله بس والالهة ايزيس وأختها نفتيس والهة الولادة المقدسة الالهه مسخنت ونراها جالسة على اليمين. بعد ذلك تقدم الألهة حتحور الطفلة حتشبسوت الى الاله امون ثم نرى امــــون جالسا ومعه الطفلة امام الالهه حتحور الجالسة ايضا وخلفها الألهه سلكت واقفة.بعد ذلك نشاهد الملكة احمس وخلفها وصفيتها ترضع الطفلة حتشبسوت فى حضور بعض الالهات ثم نرى شكلين كل منهما برأس البقرة حتحور يقومان بارضاع الطفلة وقرينها والجميع على سرير برأس اسد.اسفل السرير نرى بقرتين لإمداد الطفله وقرينها باللبن اللازم. والمنظر الأخير على الجدار الغربى يمثل كل من الاله حابى اله النيل وخلفه الاله إيات مدر الالبان(وهو مصور على رأس اناء لبن)يقدمان الطفلين الى ثلاثة الهة فى ملابس اوزيرية ثم يقدم جحوتى الطفلين الى الاله امــــون.
نرى على الجدار الشمالى لهذه الصفة الاله انوبيس ومعه قرص ويتقدمه الاله خنوم وأمامهما مجموعة من الالهه لتقديم الطفلة وقرينها الى الألهة سشات التى تسجل فترة حياة الطفلين على الارض وخلفهما الأله حابى(ربما اشارة الى انه هو المسئول عن طعامها وشرابهما بصفته اله النيل العاطى).
يوصل احدور صاعد ثان على محور المعبد الى المسطح الثالث وهو يتكون من صفين من الاعمدة وتميزت واجهة الاعمدة الامامية بتماثيل اوزيرية ضخمة للملكة حتشبسوت اما الخلفية فقد اتخذت شكل الأعمدة ذات الستة عشرة ضلعا وأغلبها مهدم الآن.وقد ظهر انتقام تحتمس الثالث بشكل واضح فى الأعمدة الامامية ، فأزال تماثيل حتشبسوت الاوزيرية من امامها.وبعد ذلك نجتاز المدخل الضخم المصنوع من حجر الجرانيت الوردى وعليه خراطيش بأسم تحتمس الثالث الذى امر بإزالة اسماء حتشبسوت.
ندخل الآن صالة الاعمدة المهدمة التى كانت محاطة بصفين من الأعمدة ذات الستة عشرة ضلعا.يعتمد الجدار الغربى لصالة الأعمدة هذه على الجبل ويتوسطه المدخل الموصل الى قدس الأقداس ويقع على محور المعبد ويتكون من صالة طويلة ذات سقف مقبى منحوته فى صخر الجبل ذات اربع مشكاوات ، مشكاتان على كل جانب ،توصل الى قدس الاقداس الذى يتميز بوجود مقصورتين صغيرتين واحدة على كل جانب .توضح مناظر ونصوص قدس الاقداس العلاقة الدينية لكل من تحتمس الثانى وحتشبسوت وتحتمس الثالث بالاله امون والالهه المختلفة.
اضيف امام قدس الاقداس فى عصر البطالمة صفة ذات اربعة اعمدة على صفين كما اضافوا اغلب الظن الحجرة الثالثة والأخيرة داخل قدس الاقداس وزينوها بمناظر مختلفة اهمها التى على يمين ويسار الداخل فعلى اليمين نشاهد امنحوتب ابن حابو وهو المهندس الذى عاش ايام الملك امنحوتب الثالث يتقدم مجموعة من الاله والالهات وعلى اليسار نرى ايمحوتب وهو المهندس الذى عاش ايام جسر من الاسرة الثالثة الفرعونية يتقدم مجموعة من الالهه والالهات والاثنان ألهما الناس فى عهد البطالمة.ويلاحظ الفرق الشاسع بين فن عهد حتشبسوت وفن عهد البطالمة.
تمثالا مــــــــــــــــــمنون
سوف نتحدث عن اهم آثار الاقصر بهذين التمثالين الضخمين الذين يشرفان من علو عشرين مترا على بساط سندسى اخضر. يقف هذان التمثالان المنعزلان وسط الفضاء الشاسع شاهدين على مكان المعبد الضخم الذى شيده الملك امنحوتب الثالث،اذ كانا قائمين امام مدخل صــــرحه الاول. وقد اندثر هذا المعبد تماما ولم يبقى منه ســـوى لوحة من الحجر الرملى ملقاة خلـــف التمثالين تم ترميمها مــؤخرا ، وأجــزاء من عناصر مـختلفة كما تم اكتشاف بعض التماثيل الخاصــــــة بالــــملك امــــنـحوتب الثالث. اقام الملك امنحوتب الثالث هذين التمثالين عند مدخل معبده الجنائزى ، فلما كان القرن الاول قبل الميلاد اى بعد حـــوالى 1300 عام على اقامــــتها تصدعت بعض اجزائهما وحدثت بالأيسر منها بعض الشقوق. وكان اذا مر هواء الصباح فى تلك الشقوق المشبعة بالندى ســــمع له ازير وصفير كالغناء مما حـــدا بمؤرخى اليونان الذين زاروا مصر فى القرن الاول قبل الميلاد ان يزعموا ان التمثال يغنى مع شروق الشمس وسجلو هذه الظاهرة الغريبة كتابة على ساق التمثال وقاعدته وكتبو قصائد باليونانية عن ذلك.
واهتم كثيرون بتلك الظاهرة حتى جاء الامبراطور الرومانى "هدريان" وزوجته "يبـينا" فـقضوا عدة ايام بجوار التمثال للاستماع بغنائه،وحرص كثير من العظماء والمؤرخين على تسجيل اسمائهم على التمثال ، فنرى ثمانية اسماء من حكام مصر من الرومان مسجلة عليه.
اما عن الربط بين هذين التمثالين وبين "ممنون" فإن لليونان فى ذلك اسطورة لا تخلو من طرافة. لقد نسبا التمثالان الى احد الابطال الاثيوبيين ويدعى "ممنون" الذى اشترك فى حرب طراودة، وحدث ان قتله "اخيل" احد الابطال اليونانيين فى تلك الحرب. وكان ممنون يعتبر بنا للفجر "ايوس" وزعموا ان هذا البطل الذى مات مقتولا،كان يحيى امه مع نسامت كل صباح بصوت حزين. وزعمو ان الندى الذى كان يتساقط حينذاك هو دموع امه الثـكلى. واراد القدر ان يضع حدا للأساطير التى كانت تحاك حول هذين التمثالين ، ذلك انه عندما قام احد الاباطرة الرومان باصلاح ماكان قد تصدع من التمثالين قام بذلك فى حوالى عام 200م توقف الصوت الى الابد ، الصوت الذى بقى زمنا طويلا سببا لتوافد الزوار والرحالة الى مصر،ولتبق الحقيقة الواقعة ، وهى ان هذين التمثالين هما للملك امنحوتب الثالث احد ملوك الاسرة الثامنة عشرة وهى اقوى اسرة حاكمة فى التاريخ المصرى القديم.
معبد ادفـــــــــــــــــــــــــــــــو
ترجع أهمية معبد إدفو لكونه أجمل وأكمل المعابد البطلمية٬ فهو ينفرد من بين كل المعابد المصرية القديمة بكونه سليماً أو يكاد يكون كاملاً في حين أن معظم المعابد في مصر في حالة سيئة.
كانت مدينة إدفو من المدن الهامة والغنية منذ الدولة القديمة، وترجع أهمية إدفو لكونها بيت الإله حور في الجنوب٬ كما كانت عاصمة الإقليم الثاني من أقاليم مصر العليا . وقد سميت إدفو فى العصور الفرعونية بإسم “إدبو” أو “دبو” وتعني بلدةالاقتحام٬ بينما الاسم الحالي للمدينة مأخوذ من التسمية القبطية “إتبو”.
وتعتبر مدينة إدفو الحالية مزار سياحي هام يقصده السياح ضمن رحلتهم إلى مصر٬ خاصة بعد أن أصبحت طرق المواصلات أسهل بكثير من ذى قبل، ويرجع الفضل إلى أوجست مارييت في إكتشاف هذا المعبد الرائع و ذلك سنة 1860 م.
أما بالنسبة للعناصر المعمارية الخاصة بالمعبد فيحتوى المعبد على الصرح الذى يقف أمامه صقران ضخمان من الجرانيت يرمزان لحورس إله إدفو:
وقد أحتوى برجيّ الصرح على كوات مستطيلة رأسية مخصصة لتثبيت ساريات الأعلام التى يتم وضعها أمام جميع المعابد المصرية.
كما أحتوى المعبد على بوابة كبرى٬ كان باب هذه البوابة مصنوع من خشب الأرز المطعم بالبرونز والذهب ويعلوها قرص الشمس المجنح الذى يمثل حور بحدتى. ويلي البوابة الفناء الكبير الذى يحتوي على فناء كبير له صفان من الأعمدة على الجانبين٬ حيث يوجد في الفناء اثنين وثلاثون عموداً تيجانهم على شكل أوراق الزهور والنخيل.
ومن خلال الباب الذى يتوسط الفناء الكبير يتم الوصول إلى صالة الأعمدة الكبرى٬ التى تتكون من ثماني عشرة عموداً بتيجان زهرية منهم أعمدة الواجهة٬ وهي أعمدة ضخمة مرتبة في ثلاثة صفوف٬ ويتألف كل صف من ثلاثة أعمدة على كل من جانبي الممر الأوسط.
ويوجد بداخل الصالة على يمين و يسار البوابة اليسرى غرفة التكريس.
ومن خلال المدخل الموجود في الجدار الشمالي لصالة الأعمدة الكبرى نصل إلى صالة الأعمدة الصغرى٬ وهي صالة صغيرة الحجم وتتكون من إثنى عشر عموداً٬ وتمتاز نقوش وزخرفة هذه الصالة بالمستوى الفني الرفيع. و يوجد بالصالة أربعة أبواب في جانبيها الشرقي والغربي. ونجد بعد ذلك غرف الانتظار حيث يوجد غرفتين للانتظار الأولى تسمى غرفة المذبح حيث يوجد مذبح للقرابين٬ ومن خلال فتحة بها نصل إلى غرفة الأنتظار الثانية التى تسمى مجمع الآلهة.
ثم يوجد بعد ذلك الفناء الصغير ثم قدس الأقداس الذي كان أكثر جزء مقدس في المعبد٬ والذي لم يكن يدخله سوى الكاهن الأعظم والملك. يحيط بقدس الأقداس عشر حجرات كل منها محفور اسمها على الجزء الأسفل من الخارج وكانت الأسماء مطابقة للاختصاص، كما يوجد ممر يدور حول المعبد و حول أجزائه الداخلية.
أما سراديب قدس الأقداس فكانت تستخدم لإخفاء الأشياء الثمينة٬ كما كانت بمثابة غرف لعبادة سرية لعدد من الآلهة كل على حدة.
في المساحة الموجودة أمام المبنى الرئيسي للمعبد من الناحية الجنوبية الغربية يوجد مبنى من نفس التاريخ يسمى الماميسي (بيت الميلاد)٬ و يوجد فيه مناظر تصور لحظة ميلاد الإله الطفل حورس والطقوس الدينية التى تخلد هذا الحدث.
كما أحتوى المعبد على مقياس للنيل٬ كان يستخدم لقياس مستوى النهر والتنبوء بمجيء الفيضان. ويقع المعبد داخل سور شاسع يحيط به من كل الجهات فيما عدا الجنوب الذي به البوابة الكبرى.
كان يقام ثلاث صلوات في معبد إدفو ٬ فالأولى عند مطلع الفجر و الثانية عند الظهيرة و كانت أقل أهمية عن سابقتها و الثالثة عند الغروب.
كما أقيمت أيضاً مجموعة من الأعياد الرئيسية وهي: عيد الاتحاد مع قرص الشمس الذي كان أهم عيد يحتفل به في رأس السنة في أول فصول السنة وهو فصل الفيضان.
العيد الثاني العظيم هو عيد التتويج وقد صورت احتفالات هذا العيد على السطح الداخلي من السور المحيط بالمعبد في الجانب الشمالي.
وكان عيد اللقاء الجميل هو رابع الأعياد وكان يشترك أهل الصعيد كله في هذا الاحتفال حيث كان أهم أعياد معبد إدفو.
أما بالنسبة لأساطير معبد إدفو فهي أسطورة فرس النهر الأحمر, أسطورة معرفة اليوم الذي ولد فيه حورس, أسطورة قرص الشمس المنح, أسطورة شراب الـ”حرو-عا”, أسطورة إنتصار حورس على أعدائه.
كما تميز معبد إدفو بتواجد بعض العناصر الكلاسيكية الدخيلة على معابد مصر في العصرين اليوناني والروماني، كظاهرة بناء المعبد فوق أرضية مرتفعة وظاهرة الارتفاع التدريجي لأرضية المعبد حيث ترتفع الأرضية كلما اتجهنا إلى الداخل مع الانخفاض التدريجي لسطح المعبد.
بالإضافة إلى عناصر أخرى مثل مقياس النيل٬ وكذلك تحول مكان البحيرة المقدسة الموجودة غرب المعبد.
معبد كوم أمبو
تم إنشاؤه في عهد بطليموس السادس.. وزخرفته في عهد العصر الروماني
المعبد به 22 تمساحا عثر عليهم بالمنطقة القريبة من المعبد
يقع معبد كوم امبو على ربوة عالية تشرف على النيل ويرجع تاريخه إلى عصر البطالمة كذلك توجد مقابر الدولة القديمة
في شمال مدينة كوم أمبو وهي تبعد عن المدينة حوالي 45 كم شمال أسوان وقد تم إنشاء المعبد عام 180 ق. م.، لعبادة الآلهة (سبك وحورس) ويعد هذا المعبد فريداً في تركيبه المعماري لأنه يقوم على محورين يمثل كل منهما قائما بذاته، كما تم عمل مشروع إضاءة متكامل لإنارة المعبد ليلاً.
وقد تم إنشاؤه في عهد بطليموس السادس، وتم زخرفته في العصر الروماني زمن الأمبراطور تيبريوس من حيث التصميم والعمارة، وقد زينت جدران هذا المعبد بزخرفة مصرية صميمة، تمتاز بدقة صنعها وحسن انسجامها وبجمال ما فيها من التوازن بين شخصيات مناظرها وما حولها من النقوش الهيروغليفية التي تتمم هذه المناظر.
أما رؤوس الأعمدة في المعبد فيقول الأثري أحمد عوض مسئول منطقة غرب أسوان الأثرية إنها مختلفة وهذا ما كان شائعا في في عصر البطالمة، وكلها معروفة من قبل هذا العصر ولاسيما ما يعرف منها برؤوس حتحور ورؤوس النخيل ورؤوس اللوتس ورؤوس البردي، وهي رؤوس مصرية صميمة لم يرق الشك إطلاقًا إلى طرازها المصري، وأكثر رؤوس الأعمدة انتشارًا في عصر البطالمة هي رؤوس الأعمدة المركبة، التي يرى فيها البعض دون موجب ولا سبب معقول أثراً لرؤوس الأعمدة الكورنثية.
والأنواع المتعددة المعقدة لهذه الرؤوس الجديدة لا يمكن أن تكون قد استنبطت في خلال فترة قصيرة، بل لابد من أنها كانت ثمرة تطور طبيعي طويل، لكنه من العسير بل من المحال أن نتتبع الآن أدوار هذا التطور نظرًا إلى تهدم معابد العصر الصاوي (660 - 525 قبل الميلاد).
ويوجد بجانب هذا المعبد متحف للتماسيح يحتوي على تماسيح محنطة من أيام الفراعنة حيث افتتح المتحف بعد التطوير الموافق 31 من يناير 2012 حيث اكتمل إعداده في حضن نيل ومعبد كوم أمبو الذى خصص لعبادة الإله سوبك ورمز له بالتمساح بالاضافة الى عبادة الاله حورس الكبير .
وقال أحمد عوض بأن المتحف يضم 22 تمساحاً من خمسين تمساح تم العثور عليهم بالمنطقة القريبة من المعبد وتم وضعها في فتارين العرض وتمثل مختلف الاعمار حيث يعرض تماسيح كانت مازالت في مرحلة الجنين وتماسيح صغيرة وتماسيح كبيرة وكذلك مختلفة في الأطوال والتي تصل إلي حوالي 5.5 متر بجانب 8 تماسيح في توابيت ولفائف الدفن .
وأن فاترينة عرض التماسيح في هذا المتحف أضخم فاترينة تجمع تماسيح في العالم كله؛ وقد تم تصميم طريقة عرضها تميل علي الرمال كأنها متجهة لتقترب من شاطيء النيل علي ضوء القمر باستخدام لمبات صناعية توحي بهذا الجو الاسطوري ؛ بالاضافة الى مقبرة للتماسيح يعرض من خلالها كيف كان يتم دفنها في مدافن من الطمي الجاف.
ويستعرض المتحف كيفية تحنيط التماسيح من خلال خمس مومياوات توضح مراحل وكيفية تحنيط التماسيح والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك أوالافراد عموماً ، بالاضافة إلي عرض المحفة وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب يوضع عليها التماسيح المحنطة ويقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية .
ويضيف بأن الإله سوبك أو التمساح الذي صوره المصري القديم علي هيئة إنسان برأس تمساح انتشرت عبادته في منطقة كوم امبو وبنوا معبدا لعبادته بقرب شاطيء النهر، وعند وفاة التمساح بطريقة طبيعية او قتله كان يعامل كأنه حيوان مبجل وتقام له طقوس التحنيط كاملة ويدفن فى جبانة خاصة وتدفن معه قرابين تخصه من أوان فخارية مملوءة بالطعام، والدفن كان يتم في شرق النيل في منطقة من الطين الجاف في مجرات خاصة لها قبو تغطي بسعف النخل ويلف بعد التحنيط بلفائف من الكتان ، وتعظيما لشأنه كانت عيونه تطعم بعيون صناعية مطعمة حتي يصبح مرهوب الشكل قبل الدفن، وبعضها يوضع في مقاصين من الخشب الملون.
وتابع بأن متحف التماسيح الجديد هو ثالث متحف موقعي ، بجانب متحف أمنحتب بسقارة الذي يعرض العمارة المصرية وآثار سقارة ، ومتحف مرنبتاح بجوار معبده في منطقة القرنة في الأقصر الذي يعرض القطع الأثرية ذات الأهمية التي تخص معبد الملك مرنبتاح ابن رمسيس الثاني ، وأن المتحف الوليد يعد أكبر المتاحف عالميا التي تخص حيوانا واحدا, وبالذات في عظمة موقعه بجانب الآثار وارتباطه بالحضارة وسلوك وثقافة بشر حول حيوان كانت منطقة كوم أمبو بأسرها تخضع لعبادته.
وتجدر الإشارة إلي أن المتحف يعد أكبر متحف عالمي يخص حيوانا واحدا فقط ، كما ان إختيار موقعه يضفي علي المنطقة شكلا حضاريا يليق بعظمة وجلال وسحر منطقة تضم معبد كوم أمبو حيث تتوقف المراكب لقضاء الليلة في كوم أمبو ومنح فرصة للسائح لزيارة المعبد ومتحف التماسيح ، وأن خطة تطوير المنطقة التي تضم المعبد علي شاطيء كوم أمبو كانت تتضمن فكرة إنشاء متحف للتماسيح ، وتم تطوير المنطقة بأكملها بتغيير مدخل المعبد وإنشاء المتحف وإنشاء سوق علي كورنيش النهر وإنشاء مبني لقوات الشرطة السياحية يليق بشكل التطور وعمل كورنيش جميل يليق بالمكان والنهر.
معبد فيــــــــــــــــــــلة
جزيرة فيلة، هي جزيرة في منتصف نهر النيل وهي إحدى الحصون الأقوى على طول حدود مصر الجنوبية، وتفصل النيل إلى قناتين معاكستين في أسوان، كان بها معبد فيلة وانتقل من مكانه الأصلي على جزيرة فيلة وتم تجميعه على جزيرة أجيليكا، وذلك في أعقاب بناء السد العالي ويرجع اسم فيلة أو فيلاي إلى اللغة اليونانية التي تعني (الحبيبة) أو (الحبيبات) أما الاسم العربي لها فهو (أنس الوجود) نسبة لأسطورة أنس الموجودة في قصص ألف ليلة وليلة أما الاسم المصري القديم والقبطي فهو بيلاك أو بيلاخ ويعني الحد أو النهاية لأنها كانت آخر حدود مصر في الجنوب. ومجموعة العبادة كرست لعبادة الإلهة إيزيس غير أن الجزيرة احتوت على معابد لحتحور وأمنحتب وغيرها من المعابد.
تاريخ جزيرة فيلة
شُيدت معابد "فيلة" في الأصل لعبادة الإلهة "إيزيس" فى كل القرون اكتسبت فيلة مكانة خاصة في العبادات لدرجة أن حشد من أتباع تلك العبادة كانوا يجتمعون لإحياء قصة موت وبعث أوزوريس.
تم بناء المعبد الكبير خلال القرن الثالث قبل الميلاد تم تلاه معابد أمنحوتب وأرسنوفيس. أما معبد حتحور فهو يعد آخر أثر بطلمي واستكمل بنائه قبل عام 116 قبل الميلاد بواسطة إيورجيتس الثاني. وقد أضاف بطالمة آخرون نقوشا إلى فيلة والتي تعتبر من روائع المعبد. ومن مصر امتدت عبادة الآلهة إيزيس إلى اليونان وروما وفى مختلف أنحاء الإمبراطورية حتى عندما تم تطبيق الحكم الروماني في مصر حاول الحكام تجميل الجزيرة المقدسة فقد بنى الإمبراطور أغسطس قيصر معبد في الطرف الشمالي لفيلة في القرن التاسع قبل الميلاد. أما تيبيريوس وآخرون فقد أضافوا صروحاً ونقوشا، كما بنى كلاوديوس وتراجان وهادريان ودقلديانوس مبان جديدة بالجزيرة استمر العمل فيها حتى القرن الرابع الميلادي.
ولشدة سيطرة عبادة إيزيس في جزيرة فيلة أدى ذلك إلى امتداد تلك العبادة على مدى قرون عديدة متحدية بذلك مرسوم الإمبراطور ثيودوسيوس الأول الذي أصدره عام 391 ميلادية والذي يفرض فيه الديانة المسيحية على جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وفى عام 550 بعد الميلاد وتحت حكم جوستنيان وصلت المسيحية إلى جزيرة فيلة وبدأت صفحة جديدة في تاريخها. وتكون مجتمع جديد مسيحي في جزيرة فيلة وتحولت قاعة الأعمدة لتكون مناسبة لممارسة الديانة الجديدة. وتم نقل الأحجار من بعض الآثار لبناء كنائس مسيحية في الجزيرة. ونمت قرية جديدة حول معبد إيزيس.
عندما جاء الإسلام اعتبرت فيلة حصنا أسطوريا ممثلا في إحدى قصص ألف ليلة وليلة واكتسبت اسم أنس الوجود تيمناً باسم بطل إحدى هذه القصص.
معبد فيلة
هذا المعبد المخصص للإلهة أيزيس والذي أغرقته مياه النيل وتم تقسيمه وأعيد تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة إجيليكا على بعد حوالي 500م من مكانه الأصلي بجزيرة فيلة ويضم مبانيه معبداً لحتحور ويمكن للزائر مشاهدة عرض الصوت والضوء ليلاً الذي يقدم بلغات مختلفة.كانت مصر جزءا مزدهرا من أجزاء الإمبراطورية الرومانية، أصبحت ثرية بحق وقد بنيت فيها عدة مدن جديدة ومن أشهر المنشآت في مصر في العصر الروماني ما يسمي مضجع فرعون أي كشك تراجان وهذا الأثر بناه في جزيرة فيلة تراجان الحاكم الروماني.
المعابد فوق جزيرة فيلة
أقيم عدد كبير من المعابد فوق جزيرة "فيلة" لعل أقدمها تلك المعابد التي يرجع تاريخها إلى عهد الملك تحتمس الثالث (1490-1436 قبل الميلاد). وفي القرن الرابع قبل الميلاد بنى الملك "نخت نبف" (378-341 ق.م) معبداً ضخماً وعلى أثره شيّد "بطليموس فيلادلف" (القرن الثالث قبل الميلاد) معبده الكبير، ثم تبعه كثير من ملوك البطالمة وولاة الرومان حتى ازدحمت جزيرة فيلة بالمعابد، وأشهرها هو الذي يطلق عليه "مخدع فرعون".
هناك أيضاً عدد كبير من التماثيل لملوك مصر القديمة فوق جزيرة فيلة.
تعود الأطلال الأولى فوق جزيرة فيلة إلى عهد الملك طهرقا (الأسرة الخامسة والعشرون) ويعد معبد إيزيس واحداً من أضخم وأهم الآثار ضمن مجموعة المعابد الكبيرة والصغيرة فوق جزيرة فيلة ويشغل هذا المعبد حوالي ربع مساحة الجزيرة ومن بين الآثار الأخرى فوق جزيرة فيلة مقصورة "نختنبو الأول" (الأسرة الثلاثون)، واثنان من صفوف الأعمدة التي ترجع إلى العصر الروماني، ومعبد أريسنوفيس يوناني - روماني ومعبد ماندوليس (من العهد الروماني )، ومعبد إمحوتب (من العصر البطلمي) ومن أهم المعابد الصغيرة التي تحيط بمجموعة المعابد الكبيرة معبد حتحور (العصر البطلمي) ومقصورة تراجان.
السد العالي
هو السد الذي تم إنشاؤه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر على نهر النيل في مصر، بمساعدةٍ من الاتحاد السوفييتي في العام 1960 م، إذ كان الهدف الأول من إنشائه هو كبح جماح الفيضانات التي كان يحدثها نهر النيل، وكان أيضاً من أهداف إنشائه استخدامه كمصدرٍ لتوليد الطاقة الكهربائية، إذ يبلغ طول السد 3600 متراً، وعرض قاعدته 980 متراً، أما عرض قمته فيبلغ 40 متراً، ويبلغ ارتفاعه 111 متراً، واستخدم في بنائه 43 مليون مترٍ مكعبٍ من الإسمنت والحديد ومواد الإنشاء الأخرى، وبلغت تكلفة إنشائه تقريباً مليار دولار، ساهم في دفع ثلثها الاتحاد السوفييتي، وشارك في بنائه قرابة ال 400 خبير من السوفييت، إذ تم افتتاحه رسمياً في العام 1971م.
مكونات السدّ العالي الجسم:والمقصود به أبعاده ومقاساته. بحيرة التخزين: وهي بحيرةٌ تقع أمام السد، وهي عبارةٌ عن تجمع المياه أمام السد. قناة مفيض توشكا: هو المنخفض الذي يستقبل المياه الفائضة من بحيرة ناصر.
قناة التحويل: تقع في الجهة الشرقية لنهر النيل، وتقوم بتمرير المياه من أمام السد إلى خلفه، تتكون من قناةٍ أمامية، وقناةٍ خلفية.
الأنفاق: هي الأنفاق الستة المبطنة بالخرسانة، والتي تقوم بربط القناة الأمامية بالقناة الخلفية لقناة التحويل. محطة الكهرباء: تقع هذه المحطة عند مخارج الأنفاق، إذ تقام محطة على كل تفرعٍ من الأنفاق الستة.
أهمية بناء السد العالي تنظيم عملية الري. ضبط الفيضانات الناتجة من ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل. توليد الكهرباء. تخزين مياه نهر النيل. حماية الأرضي من الجفاف. تنمية القطاع الزراعي والصناعي في مصر.
الآثار السلبية للسد العالي ترحيل بعض القرى النوبية التي أغرقت بفعل إقامة السد العالي. زيادة نحر قواعد المنشآت النهرية. التآكل الواضح لشواطئ الدلتا المصرية. خسارة كميةٍ كبيرةٍ من مياه بحيرة ناصر نتيجةً للتبخر. نقطة ضعفٍ عسكريةٍ في حال تم تفجير السد.
تمويل البناء تولى البنك المركزي، وبريطانيا، والولايات المتحدة، تمويل مشروع إقامة السد العالي بتكلفةٍ قدرت ب 1.3 مليار دولار، توزعت كما يلي: 70 مليون دولار للمرحلة الأولى. 200 مليون دولار للمرحلة الثانية. 20 مليون جنيه كمنحةٍ من الولايات المتحدة الأمريكية. 5.5 مليون دولار كقرضٍ من بريطانيا. المبلغ المتبقي تتكفل مصر بتوفيره. وقد استلمت شركة "المقاولون العرب" تعهد بناء السد العالي، ولم يتعدَّ حجم الأعمال التي أوكلت لهم نسبة 12% من جملة التكاليف، إذ تكفلت هذه الشركة بأعمال الهدم والحفر، حيث كان المشرفان الأساسيان على هذه الأعمال، أمين عمر، وأحمد عوض.